نقص الموارد المائية يؤرق ساكنة جماعة تاكونيت بإقليم زاكورة

تشهد جماعة تاكونيت بإقليم زاكورة وضعية مائية حرجة، حيث يعاني سكان العديد من الدواوير من نقص حاد في الموارد المائية، خصوصاً مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
وقد نبه فاعلون جمعويون وأبناء المنطقة إلى أن “الوضع بات مقلقاً، خاصة في ظل غياب حلول مستدامة وواضحة تضمن توفير الماء الكافي لكافة السكان”.
وفي هذا السياق، أوضح عبد الرحمان بابيه، الكاتب الجهوي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن “بعض النقاط التابعة لجماعة تاكونيت تواجه صعوبات كبيرة في تأمين إمدادات المياه الصالحة للشرب والاستخدامات اليومية”، معتبرا أن “هذه الوضعية غير طبيعية، خاصة مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال الصيف”.
وأكد بابيه أن “الساكنة يتم تزويدها في كثير من الأحيان بكميات ضئيلة من الماء وأخرى ملوثة غير صالحة للاستعمال، حيث تتأثر بهذا الوضع حوالي 15 دوار تابع للجماعة لا تصلهم المياه في بعض الأحيان لأكثر من 17 يوماً، وخلالها لا يتوفر لهم الماء سوى لساعات قليلة لا تتجاوز الثلاث”.
وأضاف المتحدث أنه في “ظل هذه الظروف، أصبح من الضروري اتخاذ الحلول البديلة من قبل السلطات العمومية في أقرب الآجال، خصوصاً مع حلول مناسبة عيد الأضحى التي تشهد عادة زيادة في أعداد الزوار وتكثيف النشاطات الاجتماعية”.
وأشار في نفس السياق، إلى أن “نصيب السكان من المياه بات محدوداً ومتضرراً بشكل واضح، ما دفع المواطنين للخروج في احتجاجات للتعبير عن استيائهم من هذا الوضع، غير أن تفاعل السلطات لا يزال متأخراً وغير كافٍ لإيجاد حلول عاجلة”.
وفي الوقت نفسه، اعتبر المتحدث أن “الوعود التي قدمها المسؤولون زائفة وغير ملموسة على الأرض، رغم قيام السكان بعدة لقاءات رسمية مع الجهات المعنية، لكن دون تحقيق أي تقدم يذكر في حل الأزمة”.
من جانبهم، عبّر سكان دوار قصر الجديد بتاكونيت عن معاناتهم بسبب ندرة المياه وجودتها السيئة، حيث يصل الماء في أحيان كثيرة بشكل محدود أو ملوث، كما تنقطع الخدمة عن بعض المنازل لأيام.
وفي هذا الإطار، أكد طه خليفة، أحد سكان الدوار، أن “هذه الأوضاع المأساوية أثرت سلباً على حياتهم اليومية، ما دفع الكثيرين إلى الخروج في احتجاجات للتعبير عن استيائهم”، مشيرا إلى أن “الساكنة كانت على وشك قطع الطريق لإيصال صوتها”.
كما لفت إلى أن “الصهاريج المتنقلة التي توفرها السلطات المحلية تخفف قليلاً من الأزمة لكنها لا تفي بالحاجة، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى وعودة عدد كبير من أبناء المنطقة من المدن”، معبرا عن “أسفه لغياب المسؤولين المحليين سواء من المنتخبين أو السياسيين عن متابعة هذه المشاكل”.
وفي غضون ذلك، شدد خليفة على أن “البنية التحتية المائية بالمنطقة شبه منعدمة، وأن الحلول الواقعية والعاجلة باتت ضرورة ملحة لمنع تكرار مأساة العطش التي عانى منها السكان سابقاً”، مشددا على “ضرورة تحويل الوعود إلى واقع ملموس يعيد الكرامة للمواطنين ويضمن لهم حقهم البسيط في الماء”.