story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

أبو زيد: جرائم الاحتلال كانت متوقعة والحكام العرب فشلوا في اتخاذ مواقف حاسمة

ص ص

قبل أن ينتهي سكان قطاع غزة من لملمة جراحهم العميقة التي خلفتها الحرب الإجرامية الإسرائيلية لمدة فاقت 15 شهراً، حتى باغتهم الاحتلال الإسرائيلي في ليلة رمضانية بهجمات جوية عنيفة أودت بحياة 419 شهيدا و قرابة 530 مصابا، في خرق سافر لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في 19 يناير الماضي.

“اللهم إنا نشكو إليك ضعفنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس”، هكذا عبر المفكر الإسلامي أبو زيد المقرئ الإدريسي عن ألمه العميق في مواجهة الظلم الواقع على سكان غزة، مستحضرًا كلماتٍ تنبض بالحزن على ما تعرض له الأبرياء في هذه الأرض المحتلة في ليلة من ليالي رمضان.

وفي حديثه لصحيفة “صوت المغرب” أوضح المقرئ الإدريسي أن سلوك الكيان الصهيوني، بقيادة بنيامين نتنياهو، لم يفاجئه، “وإن كان قد آلم الجميع ألمًا شديدًا”، مؤكدا أن “العدوان المستمر على المدنيين، بما فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، لم يعد أمرًا جديدًا على هذا الكيان الغاصب، الذي يعيد تأكيد طبيعته الإجرامية المترسخة عبر التاريخ”.

وأضاف الإدريسي أن ما يحدث “فجور في الاستقواء على الضعفاء، ألم يكفِهم أنهم مدنيون أبرياء وعزل، بل هم أيضًا مرضى، وأطفال، ونساء، جائعون، عراة، وصائمون، ومحاصرون”، متسائلا ألم يكفهم كل هذا حتى تُقدم أمريكا طائراتها وقذائفها، وتمنح الضوء الأخضر لاسرائيل لارتكاب المزيد من الجرائم، في وقت يتواطأ فيه العالم بالصمت أو التأييد؟”.

وشدد المتحدث على أن العيب الأكبر لا يكمن في العدو الصهيوني، فذلك هو طبيعته المعروفة، “بل في الحكام المسلمين والعرب الذين فشلوا في اتخاذ مواقف حاسمة، هؤلاء الحكام الذين عطلوا جيوشهم حتى صدئت أسلحتهم التي اشتُريت بعرق فقرائهم، هؤلاء الحكام الذين لا يرفعون رأسًا، ولا يتحركون لنجدة إخوانهم”.

واستنكر المقرئ الإدريسي استمرار التطبيع مع الكيان الصهيوني، مؤكداً أن هذا التطبيع يتزايد كلما ازداد العدوان الإسرائيلي، مما يزيد من تدهور الوضع ويعمق معاناة الفلسطينيين، مفسرا “أن إسرائيل تمعن في التنكيل بالفلسطينين، كلما أمعن المسلمون في التطبيع”.

واستشهد 419 شهيداً، وأصيب مئات معظمهم من الأطفال، منذ فجر الثلاثاء 18 مارس 2025، في سلسلة غارات إسرائيلية غير مسبوقة في نطاقها وكثافتها منذ شهرين حين بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية -حماس- التي قالت إن الاحتلال ينسف الاتفاق ويضحي بالرهائن.

وحمّلت المقاومة الإسلامية -حماس واشنطن “المسؤولية الكاملة عن المجازر” في قطاع غزة من خلال دعمها العسكري والسياسي لإسرائيل، وذلك بعدما أكدت إدارة الرئيس دونالد ترامب أن تل أبيب أخطرتها بأنها ستشن غارات على القطاع.

ورأت الحركة في بيان أن “إقرار الإدارة الأمريكية بأنها أبلغت مسبقاً بالعدوان الصهيوني، يؤكد مشاركتها المباشرة في حرب الإبادة على شعبنا”، معتبرة أن “واشنطن، بدعمها السياسي والعسكري غير المحدود للاحتلال، تتحمل المسؤولية الكاملة عن المجازر وقتل النساء والأطفال في غزة”.

من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “صدمته إزاء تجدد الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، داعيا إلى احترام وقف إطلاق النار، وفقاً للمتحدث باسم الأمم المتحدة رولاندو غوميز.

وقال رولاندو غوميز للصحافيين إن “الأمين العام يشعر بالصدمة حيال الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة، ويناشد بقوة إلى احترام وقف إطلاق النار، وإلى إعادة إفساح المجال للمساعدات الإنسانية من دون عراقيل، وإطلاق سراح من تبقى من الرهائن بشكل غير مشروط”.