story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
استثمار |

المغرب يطلق أول مشروع صناعي لاستخلاص “الكعكة الصفراء” من الفوسفاط

ص ص

تستعد شركة “يورانيكست” (Uranext)، وهي شركة ناشئة مبتكرة مندمجة ضمن منظومة InnovX التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، لإطلاق أول وحدة مغربية لإنتاج مُرَكّز يورانيوم مشتق من الحمض الفوسفوري المعروف باسم “الكعكة الصفراء” (U₃O₈)، وذلك في جماعة مولاي عبد الله التابعة لإقليم الجديدة، وذلك حسبما نقله موقع Le Desk.

وأضاف المصدر أن مرحلة الإطلاق التنظيمي لهذا المشروع الصناعي غير المسبوق، بدأ في 9 ماي 2025، باستثمار أولي يناهز 100 مليون دولار (حوالي مليار درهم).

  • الكعكة الصفراء” (Yellowcake) هي مادة مشعة تُستخدم كمرحلة وسيطة في سلسلة تصنيع الوقود النووي. وهي ليست كعكة فعلية، بل اسم يُطلق على مسحوق مركز من أوكسيد اليورانيوم (U₃O₈)، يميل لونه إلى الأصفر أو الأصفر الداكن، ولذلك سُمِّي بهذا الاسم.

وتغطي الشركة الناشئة “Uranext”، التي يوجد مقرها بمدينة ابن جرير، سلسلة القيمة الكاملة المرتبطة باستخلاص مركز اليورانيوم من الفوسفاط، ما يضع المغرب على خريطة الدول التي تطور بشكل متكامل مواردها من المواد النووية.

وقد تم تصميم المصنع ليكون نقطة انطلاق لبرنامج صناعي أشمل، حيث يُتوقع إحداث 12 وحدة إنتاج إضافية في أفق سنة 2030، معتمدة على تكنولوجيا محلية خاصة بالتبادل الأيوني (CIX)، تم تطويرها داخليًا ضمن منظومة InnovX التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات.

وجاء اختيار جماعة مولاي عبد الله القريبة من المجمع الصناعي الجرف الأصفر بهدف ضمان تكامل لوجستي مثالي مع منشآت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، حيث سيتم الشروع في أشغال البناء فور الحصول على التراخيص التنظيمية اللازمة.

طموح نووي بنَفَس استراتيجي

وفي الوقت الذي يدرس فيه المغرب خيار الطاقة النووية المدنية منذ سنوات، يُعد هذا المشروع نقطة تحوّل بارزة في هذا الاتجاه، بحيث أنه من الناحية التاريخية، سبق للمغرب أن استخرج اليورانيوم من صخور الفوسفاط، إذ قامت الشركة البلجيكية Prayon، المملوكة من طرف OCP وWallonie Entreprendre، باستخلاص ما يقارب 690 طناً من اليورانيوم ما بين سنتي 1975 و1999.

وتُعيد شركة Uranext اليوم إحياء هذه التقنية، في خطوة تُؤسس لمرحلة جديدة من الاستثمار الصناعي في الموارد النووية المغربية، بما يدعم سيادة المملكة في هذا المجال الواعد.

في مذكرة مهمّة صادرة عنها، أوضحت شركة Uranext طموحاتها المتمثلة في أن تصبح فاعلاً رئيسياً في مجال الاستغلال المستدام للموارد المحلية والابتكار، مؤكدة رغبتها في العمل مع خبراء دوليين بالتوازي مع تكوين الكفاءات المغربية في هذا المجال الحيوي.

وبعيدًا عن الإنتاج الصناعي لليورانيوم، “يُجسّد هذا المشروع نقلة نوعية استراتيجية للمغرب في المجال الطاقي”، بحيث أن المملكة كثّفت في السنوات الأخيرة تعاونها الثنائي، خصوصًا مع روسيا والمملكة العربية السعودية، في مجالات التكنولوجيا النووية والسلامة والتكوين. “وقد تم تحديد موقع محتمل لبناء أول محطة نووية في منطقة أكادير”، يقول المصدر ذاته.

وخلال صيف سنة 2022، أعلنت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن المغرب يخطط لبناء مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة. وبعد سنة فقط، صنّفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (AIEA) المغرب ضمن الدول التي تستعد للولوج إلى إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية.

وفي مؤتمر COP28، التزم المغرب بمضاعفة قدرته النووية ثلاث مرات بحلول سنة 2050، إلى جانب 21 دولة أخرى. كما حصل المغرب، ولأول مرة، على أعلى مستوى من ضمانات السلامة النووية من طرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسب ما أعلنت عنه الوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي مؤخرًا.