صحيفة بريطانية: النفوذ الإقليمي للمغرب يخلق فرص تعاون جديدة مع المملكة المتحدة

أفادت صحيفة بريطانية، بأن التطور الذي يعرفه المغرب على الساحة الإفريقية وسعيه إلى تعزيز نفوذه الإقليمي، قد يكون له أهمية استراتيجية للمملكة المتحدة، التي تسعى في إطار سياسة “بريطانيا العالمية”، إلى بناء شراكات جديدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وأشارت الصحيفة، في مقال لها بعنوان “توسّع نفوذ المغرب: لعبة القوة الإقليمية وإمكانات الشراكة مع المملكة المتحدة”، إلى أن موقع المغرب الجغرافي واستقراره السياسي، يجعلان منه بوابة أساسية للأسواق الإفريقية، وهو ما يفتح فرصاً أمام الشركات البريطانية لتنويع سلاسل التوريد وتعزيز التعاون الاقتصادي، مضيفة أن استثمارات المغرب المتزايدة في القارة تعزز دوره كجسر بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى.
كما أشارت إلى أن رفض المغرب مؤخراً لمقترح دونالد ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين النازحين، يعكس التزام الرباط الثابت بمبادئها الإقليمية، إلى جانب اتباعها استراتيجية تقوم على توسيع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية، ما يساهم في ترسيخ مكانتها داخل الاتحاد الإفريقي والقوى العالمية.
إلى جانب ذلك، أوردت الصحيفة، أن البنوك المغربية عززت حضورها في غرب ووسط إفريقيا خلال العقد الماضي، موضحة أن هذا التوجه يمنح بريطانيا فرصة لتوسيع وجودها في القارة الإفريقية من خلال شراكات استراتيجية مع المغرب تدعم طموحها بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وفي السياق ذاته، قالت الصحيفة إن “المغرب يواصل تعزيز نفوذه داخل الاتحاد الأفريقي، بحيث يدعم ترشيح لطيفة أخرباش لمنصب نائب رئيس المنظمة القارية.
وتعكس هذه الخطوة، حسب ذات المصدر، “رغبة المملكة في لعب دور أكبر في صنع القرار الأفريقي، وذلك رغم التحديات التي تواجهها، لا سيما مع الجزائر، التي غالباً ما تؤثر التوترات معها على تحركات المغرب داخل الاتحاد الأفريقي”.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قالت الصحيفة إن المغرب يحقق معدلات نمو مستقرة بفضل إصلاحاته الاقتصادية، حيث نقلت عن صندوق النقد الدولي توقعاته بأن ينمو الاقتصاد المغربي بنسبة 3.2٪ في عام 2024 و3.9٪ في عام 2025، ما يجعله من بين الاقتصادات الأقوى في شمال غرب أفريقيا، موضحة أن هذا الأداء مدعوم بقطاعات حيوية مثل صناعة السيارات والطيران، التي جذبت استثمارات أجنبية مهمة.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن ميناء طنجة المتوسط أصبح مركزاً لوجستياً رئيسياً يربط المغرب بالأسواق الأوروبية والشرق أوسطية، وأن أكثر من 10 ملايين حاوية مرت عبر الميناء في عام 2022، ما يعكس دوره المتنامي في التجارة العالمية.
كما لفت إلى أن المنطقة الصناعية “ميدبارك” في الدار البيضاء استقطبت شركات كبرى في صناعة الطيران، مثل “سافران”، وهو ما يعزز مكانة المغرب كمحور صناعي متطور.
وبخصوص السياحة، أشار المصدر إلى أن المغرب سجل رقماً قياسياً في عدد الزوار عام 2024، حيث تجاوز عدد السياح 17 مليوناً، مضيفا أن استضافة المملكة لكأس العالم 2030 بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال ساهمت في دفع عجلة الاستثمار في البنية التحتية، مع تخصيص أكثر من 5 مليارات دولار لهذا الغرض، حيث توقعت الصحيفة أن تسهم هذه الاستثمارات في تعزيز جاذبية المغرب كوجهة سياحية عالمية.
وربطت الصحيفة بين هذه التطورات الاقتصادية والاستقرار السياسي الذي تنعم به المملكة تحت قيادة الملك محمد السادس منذ عام 1999، حيث أوضحت أن الإصلاحات السياسية والاقتصادية ساعدت في تعزيز مناخ الاستثمار وجذب الشركات الأجنبية، كما أن “هذا الاستقرار جعل للمغرب دوراً مهماً في القضايا الإقليمية، خاصة في منطقة الساحل التي تعاني من اضطرابات أمنية متزايدة”.
وخلصت الصحيفة إلى أن المغرب يشارك بفاعلية في جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، حيث يقدم دعماً استخباراتياً ومساعدات مباشرة للحكومات التي تواجه تهديدات من الجماعات المسلحة، وهو “الدور الذي يحظى باهتمام الدول الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة، التي تسعى إلى تعزيز تعاونها الأمني مع دول المنطقة”.