“لنكن الدرع الواقي لها”.. نداء من مهنيي الصحة بالمغرب لإنقاذ غزة
طالب مهنيون في قطاع الصحة بالمغرب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالإسراع في ترتيب تنقلهم إلى قطاع غزة، بهدف المساهمة في إنقاذ المنظومة الصحية المنهارة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023، والذي أدى إلى كارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة.
وفي نداء إنساني أطلقه الأطباء والمتخصصون تحت شعار “معاً سنكون الدرع الواقي لغزة”، توصلت به صحيفة “صوت المغرب”، عبروا عن استعدادهم التام للتوجه إلى القطاع، مشيرين إلى أن صرخات الاستغاثة القادمة من غزة تحرك ضمائرهم المهنية والإنسانية.
وجاء في النداء: “في كل لحظة نتلقى صرخات الاستغاثة من غزة. نريد أن نكون في الميدان لإنقاذ الأرواح وإعادة الأمل للأطفال الذين يعيشون تحت وطأة الألم والخوف. كل دقيقة تمر تعني المزيد من الأرواح التي تُزهق. نطالب السلطات الصحية بتسهيل تنقل البعثات الطبية فوراً”.
وفي هذا الصدد، قال أحمد بلحوس، المنسق الوطني للتنسيقية المغربية “أطباء من أجل فلسطين”، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب” إن “الوضع الصحي في غزة كارثي، حيث تم تدمير المنظومة الصحية بالكامل”، مشيراً إلى أنه “لم يعد هناك نظام صحي قادر على الاستجابة للاحتياجات”.
ودعا بلحوس إلى ضرورة إنقاذ ما تبقى من القطاع الصحي في غزة، لافتاً إلى أن العديد من المهنيين المغاربة في قطاع الصحة أعربوا عن “استعدادهم الكامل للتوجه إلى غزة لتقديم الدعم الصحي والإنساني”.
وأضاف أن تنسيقية أطباء من أجل فلسطين “تضع رهن إشارة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية كافة المتطوعين المسجلين لدى التنسيقية، من أطباء وصيادلة وأطباء أسنان وممرضين”.
وتسعى المبادرة إلى لفت الأنظار لخطورة الوضع الصحي في غزة، حيث أضحى السكان، وخصوصاً الأطفال، ضحايا عدوان مستمر يهدد أرواح الآلاف، ويؤكد من خلالها الأطر الصحية على أن “الوقت عامل حاسم”، داعين إلى “الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل تنقل البعثات الطبية المغربية إلى القطاع لتقديم الدعم المباشر على الأرض”.
وأوضح بلحوس، وهو بروفسور في الطب الشرعي بالدار البيضاء، أن هذه الخطوة تأتي ضمن الأنشطة التضامنية التي تنظمها التنسيقية، من وقفات ومسيرات وطنية وجهوية وندوات تضامنية، وذلك بعد انخراطها مؤخراً في حملة عالمية لمهنيي الصحة لإنقاذ غزة، بمشاركة 27 هيئة من 14 دولة، بينها الولايات المتحدة وإسبانيا وأيرلندا وبريطانيا والسويد وكندا.
يذكر أن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أعلن، في بيان بتاريخ 24 نونبر الجاري، أنه منذ بدء حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر 2023، “استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي المنظومة الصحية بشكل مخطط ومدروس، من خلال تدمير وإحراق المستشفيات والمراكز الطبية وإخراجها عن الخدمة”.
وأضاف البيان: “قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 1000 طبيب وممرض، واعتقل أكثر من 310 منهم، كما تعرضوا للتعذيب والإعدام داخل السجون، بالإضافة إلى منع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية ومئات الجراحين إلى قطاع غزة”.
وأشار إلى أنه منذ عملية الاحتلال العسكرية على شمال غزة في 5 أكتوبر الماضي كانت المستشفيات هدفاً معلناً للجيش، حيث “قام بقصفها ومحاصرتها واقتحامها وقتل أطباء وممرضين، وإصابة آخرين منهم بعد استهدافهم بشكل مباشر، واعتقال جزء ثالث منهم، ما يؤكد على خطته باستهداف المنظومة الصحية من أجل إسقاطها”.
ونبه المكتب إلى أن الاعتداءات تطورت بشكل كبير حيث “تركزت الهجمات على مستشفى كمال عدوان خلال الأسبوعين الماضيين، مع تعرض المستشفى للقصف المتواصل بالقذائف والقنابل من الطائرات، بالإضافة إلى إطلاق النار المباشر على غرف المستشفى”.