story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

شبح الإضرابات يتعقب نفسية التلاميذ

ص ص

قضى التلاميذ منذ بداية أزمة النظام الأساسي قرابة ستة أسابيع خارج الفصول الدراسية، حيث تسببت الإضرابات التي خاضها الأساتذة رفضا للنظام الذي جاء به وزير التربية الوطنية، شكيب بنموسى، في انقطاع جزئي عن الدراسة.

وأدى هذا التوقف عن الدراسة، بالإضافة إلى تعثر التحصيل الدراسي، إلى تأثر نفسية التلاميذ بمختلف مستوياتهم، ما يثير مخاوف أولياء الأمور حول سلامة الصحة النفسية لأبنائهم خلال هذه الظرفية التي يشهد فيها قطاع التعليم توترات غير مسبوقة.

زرع الإيجابية

في هذا الصدد، قال الأخصائي النفسي الإكلينيكي، فيصل طهاري، إن “تواجد التلاميذ بمختلف أعمارهم ومستوياتهم خارج الفصول المدرسية يؤثر على نفسيتهم، خاصة بالنسبة للتلاميذ المتبوعين بالإمتحانات الإشهادية، فهناك حالة من القلق والخوف والهلع لما يمكن أن تؤول إليه هذه السنة الدراسية”.

وتابع “هذا المستوى من القلق والخوف من المستقبل وما ستؤول إليه هذه السنة الدراسية خصوصا أنه بعض المنابر الإعلامية والكثير من تصريحات الأساتذة وبعض المتخصصين في المجال التربوي تروج على أننا أمام سنة بيضاء التهديد تؤثر سلبيا على نفسية التلاميذ”.

وعقد الخبير النفسي مقارنة بين “إحساس تلميذ في القطاع الخاص يدرس بشكل يومي ويتلقى دروسه طبيعيا، في حين أن صديقه في نفس المستوى الدراسي في القطاع العمومي لا يدرس بسبب الإضرابات”.

وشدد المعالج النفسي على أن “الأولياء اليوم مجبرون على طمأنة الأطفال من أجل الخروج من هذا الوضع والاستعداد للعودة إلى الأقسام من خلال تشجيعهم على بدل مجهود وزرع الإيجابية في نفوس أبنائنا”.

وأكد المتخصص في العلاج النفسي على دور “أطر الدعم النفسي والاجتماعي التي تشتغل في المؤسسات التعليمية في دعم التلاميذ نفسيا لتجاوز الأضرار الجانبية لأزمة الإضرابات لأنه في نهاية المطاف التلميذ هو ضحية المشاكل بين الوزارة الوصية والشغيلة التعليمية”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أهمية “الإنصات والاستماع لهؤلاء التلاميذ وأن يتم التخفيف عليهم من الدروس التي فاتتهم والتركيز فقط على دروس الدورة القادمة وهذا من بين الأمور التي من الممكن أن تشجع التلاميذ وتسترجع ثقتهم في أنفسهم”.

الخوف من المجهول

من جهتها، قالت الطبيبة المختصة في الصحة النفسية للأطفال، إيمان اوخير، إن “المتضرر الأول من الأزمة بين الأساتذة والوزارة الوصية هو التلاميذ، ليس فقط من ناحية تعثر التحصيل الدراسي وإنما حتى على حالتهم النفسية”.

وأضافت أن “هذا الانقطاع أدى إلى إحساس الأطفال أنهم أمام المجهول وإشاعات سنة بيضاء، الشيء الذي خلق موجة من الارتباك والكآبة لدى المتمدرسين”.

وأضافت أن “انقطاع الأطفال عن الدراسة أثر على تلاميذ المدرسة العمومية من خلال الإحساس بعدم التكافؤ الإجتماعي”. معتبرة أنه ” حتى الأطفال الذين هاجروا نحو التعليم الخصوصي تركوا وراهم أصدقاءهم ومجموعة من العادات ما يجعل تأقلمهم مع الوضعية الجديدة يحتاج إلى وقت”.

وأشارت المتخصصة في نفسية الأطفال إلى “وقت الفراغ الكبير الذي فتح الباب من جديد أمام مجموعة من العادات السيئة عند الأطفال منها إدمان الشاشات على غرار فترة كورونا”.

وبخصوص دور الأسرة في تخفيف أزمة الإضرابات على نفسية الأطفال، قالت الأخصائية النفسية إنه “للأسرة دور مهم في المواكبة النفسية والدعم النفسي للأطفال من خلال مواجهة الإشاعات بإعطاء المعلومات الصحيحة للأطفال، والإجابة عن أسئلتهم بطريقة مبسطة وعلى حد فهمهم للأمور”.

وخلصت المتحدثة نفسها أنه “رغم صعوبة الظرفية  فالآباء مدعوون للحفاظ على الإيجابية على الأقل أمام الأطفال”.