الاستقلاليون يرفعون تحدي إنجاح المؤتمر وإعادة ضبط توازن الميزان
تنطلق اليوم الجمعة أشغال المؤتمر الوطني الـ 18 لحزب الاستقلال، من أجل انتخاب قيادة جديدة تضبط توازن الميزان الذي اختل منذ أزيد من عامين بفعل الصراعات الداخلية التي نشبت بين تياراته منذ خلوة الهرهورة، وما تبع ذلك من أحداث لازالت امتداداتها آخذة في التوسع بعد دخول القضاء على الخط في قضايا اعتداءات جسدية واتهامات أخلاقية كأن أطرافها قيادات بارزة بحزب الميزان.
ويرى الاستقلاليون أن هذه الأحداث لن تؤثر على سير أشغال مؤتمرهم الذي يريدونه محطة فارقة تنهي مع حالة الاحتقان والخلافات الداخلية التي لم تتوقف منذ ليلة تطاير الصحون خلال المؤتمر الوطني الـ 17.
وقال مصطفى تاج عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الـ 18 للحزب، “إن محطة المؤتمر اليوم هي محطة للسؤال ولمناقشة مختلف هذه الإشكالات وموعدنا مع 3600 مؤتمر ومؤتمرة يمثلون الجهات 12 للمملكة كما هناك تمثيلية جد وازنة لمغاربة العالم من مختلف القارات الذين سيلتئمون على مدى ثلاثة أيام لمقاربة مختلف المشاريع ومناقشة الوثائق التي سهر على إعدادها أعضاء اللجنة التحضيرية الموزعين على سبع لجان موضوعاتية”.
وأضاف عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر “أن السياق الوطني يفرض نفسه فيما يخص مجموعة من الإكراهات التي يعيشها المغرب والتي من المفروض على حزبنا اليوم في مؤتمره 18، أن يحاول مقاربتها وأن يحاول إعداد الحلول المناسبة التي يراها كفيلة بالجواب عن كل هذه الإشكالات”.
وأوضح المتحدث ذاته، أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في سياق وطني ودولي خاص متأثر بالحروب التي تعرفها بعض مناطق المعمور وتأثيراتها السلبية على الوضع الدولي بشكل عام والمغرب ليس بمعزل عن هذه الأحداث الجيوستراتيجية التي تحيط ببلادنا، “ومن الطبيعي لحزب الاستقلال كحزب مشارك في الحكومة وكحزب يعقد مؤتمره برهانات متعددة يحاول مقاربة الأسئلة والإشكالات المرتبطة بمختلف التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي عرفها العالم”.
وكانت قيادة حزب الاستقلال قد قررت طي صفحة الخلافات والتوجه نحو المؤتمر بمرشح وحيد هو الأمين العام الحالي نزار بركة الذي تم التوافق حول التمديد له لولاية ثانية من أجل قيادة الحزب للفترة المقبلة، هذا القرار تم اتخاذه خلال اجتماع للجنة التنفيذية للحزب شهر فبراير الماضي، وذلك من أجل إنجاح محطة المؤتمر وإخماد نار الانقسامات بين تيارات الحزب.
وسجل تاج أن المؤتمرين “سيضعون الثقة في من يرونه أهلا للمسؤولية، وسيجددون بطبيعة الحال الأجهزة القيادية من خلال انتخاب أعضاء جدد، في اللجنة التنفيذية للحزب، كما تم الأمر في انتداب المؤتمرين وأعضاء المجلس الوطني.
وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الـ 18 للحزب قد صادقت في آخر اجتماع لها على شعار المؤتمر الذي ركز على تجديد العهد من أجل الوطن المواطن، فضلا عن تحديد سقف 3600 مؤتمر، للمؤتمرات الإقليمية التي جرت في الفترة ما بين 18 و20 من أبريل الجاري والتي لم تخلو هي الأخرى من أعمال عنف ومشاحنات، تسببت في نسف المؤتمر الإقليمي بمراكش وحالت دون انعقاده كما تسببت في إصابات أرسلت عددا من المصابين إلى المستشفيات.
وتعليقا على ذلك قال المسؤول الحزبي، “إن ما وقع في مراكش، هو تدافع صحي بين مناضلي الحزب على اعتبار، أن اليوم حزب الاستقلال نظم 83 مؤتمرا إقليميا، بالإضافة إلى المؤتمرات التي شارك فيها مغاربة العالم، ومن الطبيعي أنه أمام هذا الرقم الكبير أن تكون هناك استثناءات في إطار التدافع بين مناضلي الحزب وأطره”.
وشدد المصدر ذاته على أن هذا الحادث، يبقى “حالة منعزلة، بحيث كان هناك توجه نحو التجديد، ونحو القطع مع بعض الممارسات والسلوكات، وهذا من حق المناضلين بطبيعة الحال، في إطار التدافع، (…) وشباب مراكش وأطر الحزب هناك، لهم وجهة نظر محترمة، دافعوا عنها وبطريقتهم الخاصة ولهم الحق في ذلك، على أساس أن تمثيلية مراكش مضمونة في جميع هياكل الحزب سواء الآن أو مستقبلا”.
وخلص عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الـ 18 لحزب الاستقلال إلى أن ما وقع في مراكش “لا يجب أن ينسينا حجم النجاحات التي عرفتها الأغلبية الساحقة من المؤتمرات الإقليمية والتي تمت في إطار التوافق بين الإخوة والذين دبروا هذه المحطة التنظيمية بالكثير من الحنكة والصبر والذكاء والتي أفرزت هذا النجاح المقدم عن النجاح المتوقع في المؤتمر الوطني الـ 18 عشر بمدينة بوزنيقة الذي نتمناه أن يكون عرسا استقلاليا أخويا بامتياز”.