الاحتفال بملكة جمال “حب الملوك” بصفرو
نُظم مساء أمس السبت بصفرو حفل كبير تميز باستعراض موكب “ملكة حب الملوك ” ووصيفاتها وسط حضور غفير من ساكنة المدينة وزوارها.
ويعد هذا الحفل، إحدى أقوى لحظات مهرجان حب الملوك الذي يطفئ هذه السنة شمعته المائة.
وتضمن الموكب لوحات فنية رائعة جسدت الموروث الشعبي التقليدي لمدينة صفرو و محيطها، حيث توسطته العربة الخاصة بملكة حب الملوك ووصيفاتها التي دأب زوار المهرجان على انتظار مرورها على امتداد الدورات السابقة.
وأفاد وزير الشباب والثقافة والتواصل مهدي بنسعيد، في تصريح للصحافة بالمناسبة، بأن مهرجان حب الملوك المُنظم بشراكة مع المجالس المنتخبة يطفئ هذه السنة شمعته المائة وتم تصنيفه كتراث لامادي للإنسانية من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”.
وأكد الوزير أن مهرجان حب الملوك يعتبر تظاهرة نموذجية بجهة فاس مكناس ومدينة صفرو على وجه الخصوص التي تضم أزيد من 23 جماعة جزء كبير منها قروي، وهو ما يعكس الاهتمام الذي يحظى به المجال الثقافي.
وأضاف المسؤول الحكومي أن مدينة صفرو تحتل مكانة خاصة تاريخيا وتراثيا وتعتبر على امتداد تاريخها رمزا للتعايش، و”نحن الآن بحاجة لهذا التاريخ وهذا النموذج”، معربا عن امتنانه لساكنة صفرو لمساهمتها المتميزة في إنجاح هذا المهرجان.
وتميز اليوم الأول من المهرجان، المنظم بشراكة مع المجلس الجماعي لصفرو، والذي يعد الأقدم من بين جميع مهرجانات المملكة، بافتتاح فضاء المعارض الذي يضم المعرض الجهوي للنشر والكتاب ومعرض إنتاج وتحويل فاكهة الكرز إضافة إلى معرض الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
ويعد مهرجان حب الملوك، الذي أدرجته منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الإنساني الثقافي غير المادي سنة 2012، فرصة للاحتفال بهذه الفاكهة المميزة، وما يحيط بها من معارف ومهارات وأشكال احتفالية، مع إعطاء دفعة للأنشطة الثقافية والسياحية والاقتصادية في المدينة.
ويعكس مهرجان حب الملوك بصفرو الذي تأسس سنة 1920، إبان الحماية الفرنسية، قيم التسامح والتعايش التي يتميز بها سكان المدينة التي تعايشت فيها الديانات السماوية الثلاث.
وتجتمع بهذه المناسبة التي تنظم خلال شهر يونيو كل مكونات المدينة، حيث يتم الاحتفاء بموسم حب الملوك، وانتخاب ملكة حب الملوك ووصيفاتها.
كما يشكل هذا الملتقى مناسبة سانحة لإنعاش الاقتصاد المرتبط بالتراث غير المادي لمدينة صفرو والإرث الثقافي العريق للجهة الذي يتميز بالتعدد والتنوع، لاسيما في ما يتعلق بالصناعة التقليدية والمنتوجات المحلية.