خبراء يدعون إلى إنشاء حزام غابوي على طول الساحل الأطلسي المغربي
أكد خبراء خلال مشاركتهم في المنتدى الدولي الثالث للأشجار بمتحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش على ضرورة إنشاء حزام غابوي على طول الساحل الأطلسي المغربي بعمق 100 كيلومتر.
وأوضح المشاركون من خلال التوصيات، التي توجت أشغال المنتدى أن هذا المشروع الواعد من شأنه المساهمة في توسيع نطاق المساحات الغابوية المتواجدة حاليا، وخلق ضيعات فلاحية وللرعي تتلاءم مع الظروف المناخية المحلية، بالإضافة إلى تشجيع المهارات في الحرف التقليدية ذات الارتباط بالغابات.
ودعا المشاركون خلال هذا المنتدى المنظم بمبادرة من جمعية الأشجار والعلوم والتقاليد، ومؤسسة ابن رشد، وجمعية ابن البيطار، إلى إحداث مرصد للمناخ ونظام إنذار لتفادي الخسائر المادية والبشرية وتخفيف الأضرار، مؤكدين على ضرورة تعزيز الوعي بالتغيرات المناخية والتكيف معها، وتعزيز التربية على البيئة.
كما تضمنت التوصيات التأكيد على أهمية تطوير الأبحاث في العلوم والهندسة البحرية وعلم المناخ، وعلى ضرورة التحديث المنتظم لنماذج التنبؤ ورسم خرائط لمناطق الخطر مع مراعاة جميع المعايير الجيولوجية والبيئية، فضلا عن تعزيز الإستراتيجية الوطنية للتدبير المندمج للمناطق الساحلية، وتنظيم الأنشطة ذات البعد السوسيو-اقتصادي.
من جهته، أبرز مؤسس جمعية الأشجار والعلوم والتقاليد، كلود لوفيبفر، أن اختيار المغرب لاحتضان هذا المنتدى نابع من عدة أسباب، من بينها ما تزخر به المملكة من فرص عديدة في هذا المجال، حيث تتوفر على سبع مناطق مناخية، مما يجعلها بلدا رائدا في مجال تدبير والتكيف مع المناخ.
وأشار إلى أن مشروع إحداث حزام غابوي على طول الساحل الأطلسي المغربي يروم تثمين مبادرة الملك الراحل الحسن الثاني، الذي أطلق أول حزام غابوي، لافتا من جهة أخرى، إلى أن هذا المنتدى شكل فرصة مواتية لجمع ثلة من العلماء والباحثين الذين يسعون جميعا إلى إرساء عالم متوازن على المستوى البيئي.
كما أبرز رئيس مؤسسة ابن رشد لتشجيع البحث العلمي والابتكار والتنمية المستدامة بدر الدين قرطاح أن منتدى مراكش عرف نجاحا كبيرا، بعد النسختين اللتين نظمتا بكل من فرنسا وسويسرا، مضيفا أن هذا الملتقى شكل مناسبة لمناقشة الجوانب المتعلقة بالماء والغابات ودورهما في التنمية المستدامة.
