تدابير صحية خاصة بالراغبين في مساندة الأسود بـ”الكان”
على بعد أيام قليلة من انطلاق فعاليات منافسات كأس إفريقيا للأمم 2023، والتي ستحتضنها الكوت ديفوار خلال الفترة الممتدة مابين 13 يناير و11 فبراير 2024، تتجهز الجماهير المغربية لمرافقة المنتخب الوطني، لتشجيعه من أجل حصد اللقب القاري الذي غاب عن الخزينة الكروية لما يقارب الأربعين سنة. تنقل الأنصار هذا يطرح إشكال الوضع الصحي و خطر الأوبئة والظروف المناخية المختلفة بالبلد المستضيف، خصوصا بعد تأكيد السلطات الإيفوارية، على ضرورة تلقي المشجعين القادمين إليها لجرعات لقاح ضد الحمى الصفراء قبل 10 أيام من سفرهم.
وفي هذا الإطار، تحدثت البروفيسور حنان بديع، المتخصصة في الأمراض التعفنية وصحة السفر، في تصريح لـ”صوت المغرب” عن تفاصيل الإجراءات التي يفترض أن يلتزم بها المشجعون الراغبون في مرافقة الفرق إلى الكوت ديفوار.
وقالت البروفسور بديع إن “هذه الإجراءات الضرورية، تخص ثلاثة أمراض مهمة وخطيرة” هي:
الحمى الصفراء: وهي أولى المخاطر التي قد تواجه مشجعي الأسود، حيث أوصت البروفيسور بديع بالتطعيم ضدها، عن طريق أخذ لقاح متاح وساري المفعول مدى الحياة، ما يعني أن جرعة واحدة منه كافية لتحمي من الإصابة.
الملاريا أو حمى المستنقعات: لتجنبها وجب على المشجع أخذ الدواء يوما قبل السفر، ويستمر في تناوله طيلة مقامه في الكوت ديفوار، ولكون هذا المرض ينتقل عبر الحشرات، فينصح باعتماد إجراءات ضرورية لتفادي لسعاتها، بداية من ملابس تغطي الجسد كاملا، واستعمال بخاخات تحمي من هذه اللسعات أو اعتماد زيوت طاردة للحشرات، كما ينصح استعمال مبيدات كهربائية ليلا.
التهاب السحايا: وهو مرض بَكثيري من أعراضه الصعبة؛ صداع الرأس، واضطرابات على مستوى الجهاز العصبي، مع ارتفاع في درجات الحرارة، وظهور بقع على مستوى الجلد، وهو أيضا من الأمراض التي يمكن الوقاية منها من خلال التطعيم.
موانع اللقاح
وبخصوص من يمنع عليهم أخذ لقاح الحمى الصفراء، تقول البروفيسور إن حالاتهم محدودة، ويتعلق الأمر بمن يعانون من داء فقدان المناعة المكتسبة، أو من يأخدون أدوية تضعف أو تنقص من المناعة، أو النساء الحوامل، وكذلك الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 9 أشهر.
وفي نفس السياق أضافت بديع، أن الشخص الذي يعاني من مشاكل في الضغط الدموي مع إضطرابات في الدورة الدموية، ويأخد أدوية “مدرة للبول”، قد تتسبب في الجفاف للشخص المريض، اثناء تواجده في البلد الحار، لدى ينصح باستشارة طبيب اختصاصي في الأمراض التعفنية وصحة السفر.
صورة عن الوضع بالكوت ديفوار
ولتقريب الصورة عن الأوضاع الصحية في ساحل العاج، تواصل “صوت المغرب” مع مريم مدفر، مغربية مقيمة بالكوت دفوار لسبع سنوات، والتي أكدت على أن السلطات الإفوارية تشدد إجراءات مراقبة انتشار الحمى الصفراء.
وأوضحت مدفر أن “الحالة الوحيدة للحمى الصفراء التي سجلت هذه السنة بساحل العالج، كانت في شهر ماي الماضي وبالضبط بمنطقة بنجرفيل، وتم تقليص الإصابات بالحمى منذ سنة 2019 بفضل حملات تلقيح واسعة شملت المواطنين والمقيمين في البلاد”.