story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
الطقس |

خبير بيئي: ارتفاع الحرارة بالمغرب نتيجة للتغير المناخي العالمي والمحلي

ص ص

أرجع الخبير البيئي ورئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، مصطفى بنرامل، ارتفاع درجات الحرارة بالمغرب إلى التأثيرات المباشرة للتغير المناخي العالمي، مؤكدًا أن هذه الظاهرة لا تنفصل عن التراكم المستمر لغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون، الناتجة عن الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات.

وأوضح بنرامل، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن المغرب يشهد خلال السنوات الأخيرة موجات حر متزايدة من حيث الشدة والتواتر، تُعزى أيضًا إلى عوامل محلية، أبرزها تمركز الكتل الهوائية الحارة القادمة من الصحراء الكبرى، مما يجعل الظاهرة ذات أبعاد مزدوجة: عالمية ومحلية.

وأشار إلى أن هذا الارتفاع المفرط في درجات الحرارة يؤثر سلبًا على عدة قطاعات حيوية، وفي مقدمتها الزراعة، حيث يؤدي إلى تسريع وتيرة تبخر المياه من التربة، ويُضعف قدرة النباتات على النمو، ويزيد من انتشار الآفات والأمراض، معتبرا أن المحاصيل الموسمية والحبوب والأشجار المثمرة أصبحت تواجه صعوبات متزايدة، ما ينذر بتراجع الإنتاج وتهديد مباشر للأمن الغذائي.

كما لفت بنرامل إلى التأثيرات الخطيرة لارتفاع الحرارة على نشاط تربية الماشية، مشيرًا إلى أن جفاف المراعي وتدهور الغطاء النباتي قلّص من توفر الأعلاف الطبيعية، وأدى إلى إجهاد حراري لدى الحيوانات، ما ينعكس سلبًا على إنتاجية الحليب واللحوم، ويرفع من كلفة التربية بفعل اللجوء إلى الأعلاف الصناعية أو تنقيل القطعان لمسافات بعيدة.

وفي ما يخص الموارد المائية، شدد الخبير البيئي على أن ارتفاع درجات الحرارة يُسهم في تسريع تبخر المياه من الأنهار والسدود، ويُضعف تغذية الفرشات المائية، مقابل ارتفاع متزايد في الطلب على الماء، سواء للشرب أو لأغراض فلاحية، ما يُعمّق أزمة الندرة ويضع الأمن المائي الوطني أمام تحديات حقيقية، خاصة في المناطق القروية والجافة.

وختم بنرامل تصريحه بدعوة ملحة إلى وضع استراتيجية وطنية متكاملة للتكيف مع تغير المناخ، تقوم على ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وتحفيز الانتقال إلى الطاقات المتجددة، وتعزيز البحث العلمي والمراقبة المناخية، مشددًا على أهمية انخراط كل الأطراف، من سلطات عمومية ومجتمع مدني وفاعلين اقتصاديين، من أجل مواجهة هذا التحدي المتعدد الأبعاد.

وتشهد مختلف مناطق المغرب منذ الجمعة 27 يونيو 2025، موجة حرارة مفرطة من نوع “الشركي”، ومن المتوقع أن تستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل على الأقل، وفق ما أفادت به المديرية العامة للأرصاد الجوية.

وتصل هذه الموجة الحرارية ذروتها يومي السبت والأحد 28 و29 يونيو 2025؛ إذ يُتوقع أن تفوق درجات الحرارة معدلاتها الموسمية بعدد من المناطق، متجاوزة أحياناً سقف 47 درجة مئوية في بعض الجهات.

وحسب النشرة الخاصة التي أصدرتها المديرية، فإن درجات الحرارة ستكون على كالآتي:

أزيد من 35 درجة مئوية على السواحل الأطلسية الشمالية والوسطى؛

أكثر من 42 درجة على السهول الأطلسية؛

ما بين 42 و47 درجة في السهول الداخلية، ومناطق الأطلس الصغير، والجنوب الشرقي، وداخل الأقاليم الصحراوية

وفي ظل هذا الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة يحذر العديد من الخبراء من مخاطر هذا الارتفاع على صحة المواطنين خاصة عند الفئات الهشة، والتي قد تصل حد الوفاة، داعين إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة لمساعدة الجسم على التكيف مع الوضع المناخي الجديد.

وفي هذا السياق، كان الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الدكتور الطيب حمضي، قد حذر من مخاطر موجة الحرارة التي تجتاح عددًا من مناطق المغرب، مؤكدًا أن غياب الاحتياطات الوقائية يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، بل وحتى الوفاة، بسبب ضربة الشمس أو الاجتفاف، أو الاثنين معًا.

وأوضح حمضي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن التأثيرات الصحية لموجة الحرارة قد تطال الجميع، غير أن الأطفال والمسنين والفئات الهشة يظلون الأكثر عرضة للخطر، داعيًا إلى اتباع مجموعة من الإرشادات الوقائية دون انتظار ظهور أعراض الخطورة مثل العياء، والدوار، والعطش الشديد، وآلام الرأس، والتشنجات العضلية، والغثيان، والقيء، والإسهال، والهذيان أو فقدان الوعي.

وفي هذا السياق شدد حمضي على أهمية شرب الماء والسوائل باستمرار دون انتظار الإحساس بالعطش، والتنويع بين الماء والعصائر الطبيعية والشوربة وأكل الفواكه والخضر للحصول على الأملاح المعدنية الضرورية، مع ضرورة تجنب القهوة والشاي والمشروبات السكرية لأنها تسهم في فقدان السوائل.