المنبعث من الرماد.. الناجي الوحيد من حادث تحطم الطائرة الهندية

في مشهد يُذكّر بسيناريوهات أفلام الكوارث الجوية، تحوّلت رحلة روتينية إلى فاجعة إنسانية، نجى منها شخص واحد، بعد تحطّم طائرة الركاب التابعة للخطوط الجوية الهندية بعد دقائق من إقلاعها من مطار “سردار فالابهبهاي باتل” الدولي بمدينة أحمد آباد، في طريقها إلى مطار غاتويك بالعاصمة البريطانية لندن.
وكان على متن الطائرة من طراز “بوينغ 787-8 دريملاينر” أكثر من 242 راكبًا، لكن القدر كتب النجاة لراكب واحد فقط، وسط الحطام والنيران والدخان، في حادث وصفته السلطات وشهود العيان بـ”المعجزة التي تخرج من بين الرماد”.
ويدعى الناجي الوحيد، البريطاني من أصول هندية راميش فيسواشكومار بوشارفادا، حيث يبلغ من العمر 40 عاما، وكان يجلس في المقعد رقم “11A” خلف باب الطوارئ، مامكنه من القفز من مخرج الطوارئ فور وقوع الحادث، لينجو من الموت المحقق.
“لا أستطيع فهم نجاتي العجيبة من انفجار كرة النار”، هكذا بدأ الناجي الوحيد من حادث تحطم طائرة تصريحه مع قناة “دي دي نيوز” الهندية من سريره في المستشفى، قائلا “كل شيء حدث في لحظة، فبعد دقيقة تقريبًا من الإقلاع، شعرت بأن هناك خللًا، ثم فجأة اشتعلت الأضواء الخضراء والبيضاء داخل المقصورة، وبدت الطائرة وكأنها تتسارع بشكل غير طبيعي، حينها أدركت أننا في طريقنا نحو الارتطام”.
وأضاف راميش، “حين وقع الاصطدام، كان كل شيء أمامي واضحًا… رأيت النيران، الدخان، وركّاب الطائرة الذين بعضهم من أقربائي، لوهلة، ظننت أنني لن أنجو، لكنني فتحت عيني بعد لحظات ووجدت أنني على قيد الحياة”.
وتابع بصوت متأثر”فككت حزام الأمان بسرعة، ولاحظت أن باب الطوارئ انفتح جزئيًا وظهر فراغ يكفي للهروب، لم أفكر كثيرًا، قفزت منه، ونجوت”.
وتفقد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، راميش في المستشفى حيث يعالج من حروق وإصابات أخرى، حسبما أظهرت لقطات على قناته على يوتيوب.
وختم المتحدث ذاته، قائلاً: “لا أعرف لماذا نجوت أنا فقط، ربما مكاني في الطائرة هو السبب، أو ربما هو قَدَر. لكنني ممتن للحياة، وأصلي من أجل أرواح جميع من فقدناهم”.
وظهر راميش بعد ذلك بوقت قصير في مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مرتديا قميصا (تي شيرت) ملطخا بالدم ويعرج، لكنه يسير نحو سيارة إسعاف.
وكانت الطائرة المنكوبة تقل ركابا من جنسيات متعددة، بينهم 169 هنديا، 53 بريطانيا، 7 برتغاليين، وكندي واحد، وفقًا لشركة الطيران إلى جانب 12 آخرين هم أفراد الطاقم.
وحتى الآن، لم تصدر السلطات الهندية بيانا رسميا يوضح أسباب هذا الحادث المؤلم، فيما تستمر التحقيقات حول ملابسات وقوعه.