فاس تحتفي بالذكرى الأولى لانضمامها إلى شبكة اليونيسكو العالمية لمدن التعلم

احتفلت مدينة فاس، الأربعاء 05 مارس 2025، بالذكرى الأولى لانضمامها إلى الشبكة العالمية لمدن التعلم التابعة لليونسكو، والذي أصبح رسميا في 14 فبراير 2024.
وجمع هذا اللقاء، المنظم تحت شعار “معا من أجل التعلم مدى الحياة”، ممثلي الجماعات الترابية والجمعيات والمؤسسات التعليمية لتقييم التقدم المحرز وتجديد التزام المدينة بالتنمية الشاملة والمستدامة من خلال التعليم.
في كلمة بهذه المناسبة، أبرز مدير مكتب اليونسكو للمنطقة المغاربية، إيريك فالت، الدور التاريخي لفاس باعتبارها مهد التعليم، الذي تجسده جامعة القرويين، التي تأسست في القرن التاسع والتي تعتبر أقدم جامعة مازالت تواصل نشاطها إلى اليوم.
وقال “في هذه المدينة ذات التاريخ الألفي، نحتفل بعام من الالتزام بالتعلم مدى الحياة، ولكن أيضا برؤية مستقبلية حيث يصبح التعليم محركا قويا للتنمية المستدامة”، مشددا على جهود فاس الرامية إلى تقليص الفوارق في الولوج إلى التعليم، وخاصة بين المناطق الحضرية والقروية ودورها كقطب تعليمي رئيسي، مع 12 بالمائة من التعليم المدرسي و17 بالمائة من التعليم الجامعي الوطني.
وتوقف فالت عند المبادرات التي تم تنفيذها بمدينة فاس منذ انضمامها إلى الشبكة، بما في ذلك مشروع “التكوين النوعي: من أجل التشغيل وريادة الأعمال في قطاع النسيج والملابس والجلود”، الذي تدعمه مؤسسة “الوليد للإنسانية”.
وبحسب قوله، مكن هذا البرنامج أكثر من خمسين صانعا تقليديا محليا من تعزيز مهاراتهم في التصميم والإبداع، وبالتالي تعزيز الصناعة التقليدية، الركيزة الاقتصادية والثقافية للمدينة.
كما أشار إلى صدور كتيب جديد حول مدن التعلم في الدول المغاربية، معتبرا أن “مدينة التعلم هي قبل كل شيء ثقافة جماعية حيث يجد كل مواطن مكانه في عملية تعلم دائمة”.
من جانبه، أشاد رئيس المجلس الجماعي لفاس عبد السلام البقالي، بعضوية المدينة في الشبكة العالمية لمدن التعلم التابعة لليونسكو، مؤكدا الالتزام القوي للمدينة بجعل التعلم مدى الحياة أولوية، من خلال الانخراط في التقليد العريق للتعليم ونقل المعرفة الذي يميز العاصمة الروحية.
وأكد البقالي رغبة المدينة في العمل بشكل وثيق مع جميع الفاعلين المحليين والإقليميين والدوليين لتنفيذ سياسات ومبادرات ملموسة تعود بالنفع على الساكنة برمتها، من خلال تمكين كل مواطن، بصرف النظر عن عمره أو أصله أو مساره من تطوير مهاراته واكتساب معارف جديدة والمساهمة بشكل فعال في تنمية المدينة.
وفي هذا السياق، دعا إلى التعبئة الجماعية لجعل مدينة فاس نموذجا لمدينة التعلم والشمولية والاستدامة.
وأكد الأمين العام بالنيابة للجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة، كريم حميدوش، على الأهمية الاستراتيجية لهذا الاحتفال بالنسبة للمغرب الذي أصبح يتوفر حاليا على سبع مدن تعلمية، من بينها شفشاون وبنجرير ومراكش.
وقال إن “فاس، بتجربتها التربوية الفريدة، قادرة على تقاسم معرفتها مع مدن الشبكة، الحاضرة في أكثر من 70 بلدا، مع الاستلهام من خبراتها”، مضيفا أن هذا الحدث يشكل فرصة للحوار بين المجتمعات والجمعيات والمؤسسات التربوية من أجل وضع تصور لاستراتيجيات ملموسة، “تهدف إلى جعل فاس ليس فقط عضوا فعالا في الشبكة العالمية للتعلم مدى الحياة، ولكن أيضا مساهما رئيسيا في الدينامية الشاملة للتعلم مدى الحياة”.