story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

معسكر حاسم

ص ص

نِسَب مشاهدة الجمهور الرياضي المغربي لمباريات الأندية الأوروبية التي يلعب لها اللاعبون الحاملون للجنسية المغربية، أصبحت تعرف تصاعدا لافتا خلال المدة الأخيرة، وصار الجميع  يعرف بالضبط عدد الدقائق التي لعبتها عناصر المنتخب الوطني مع أنديتها، ومردودها العام خلال المباريات، ومدى أهليتها لتكون في لائحة وليد الرݣراݣي خلال المعسكر القادم، بل وتعدى الأمر إلى اقتراح تشكيلات مثالية للفريق الوطني يراها أصحابها قادرة على تحقيق لقب “الكان” المقبل.

هذا العدد الكبير من اللاعبين المتألقين في البطولات الأوروبية الذي أصبحت تتوفر عليهم منتخباتنا الوطنية بمختلف فئاتها، وهذا الإهتمام الجماهيري بمعرفة كل صغيرة وكبيرة عنهم، لاشك أنه يضع الناخب الوطني أمام أصعب عملية “كاستينغ” للائحته منذ أن تولى قيادة المنتخب الأول قبل مونديال قطر، بل وأزعم أنه حتى المدربون الذين سبقوه للإشراف على الفريق الوطني لم يعيشوا الوضع الذي يوجد عليه اليوم وليد الرݣراݣي في صعوبة اختيار أفضل العناصر المتاحة لهم.

هذه الوفرة في اللاعبين المؤهلين لحمل القميص الوطني، تحمل في تفاصيلها مشكلا آخر للناخب الوطني ولطاقمه، وهو عدم التوازن في المراكز التي يشغلها هؤلاء اللاعبين.. ففي الوقت الذي أصبحنا نعيش “تخمة” تبعث على الحيرة في الإختيار بالنسبة لاعبي خطي الوسط والهجوم، هناك خصاص مخيف في وجود لاعبين يبعثون على الإطمئنان في خط الدفاع، والجميع رأى كيف جرب وليد الرݣراݣي أكثر من لاعب بجوار نايف أكرد، لكن لا أحد منهم بمستطاعنا الجزم أنه العنصر المناسب. هذا دون أن ننسى أن مركز الظهير الأيسر لازال “يتطوع” فيه نصير مزراوي في انتظار أن يظهر متخصص يعطي فيه الأمان والإطمئنان والإضافة الهجومية المنتظرة.

ثم هناك معطى آخر، يؤكد أن وليد الرݣراݣي يعيش ضغطا هائلا في الإختيار الأفضل لتشكيلة لاعبيه، وهو التأرجح بين علاقته القوية و”عاطفته” وثقته في اللاعبين الذين صنعوا معه إنجاز رابع العالم في مونديال قطر، وإيمانه بالقاعدة الكروية التي تقول إن البطولات المجمعة تحتاج إلى لاعبين مجربين ومتمرسين على تعاقب الأدوار الحارقة، وبين هذه الوجوه الواعدة الجديدة التي تفرض نفسها بقوة في أعتد الأندية العالمية، والتي تلاحقها جامعات بلدان النشأة لكي تنضم لمنتخباتها، وسيكون من سوء التخطيط للمستقبل إفلات نجوم تشير مواهبها إلى أنها قد تصنع إسما كبيرا في عالم كرة القدم.

معسكر الفريق الوطني هذا الشهر، سيكون ذو أهمية مفصلية في طريقنا إلى كأس إفريقيا للأمم 2025.. فلائحة اللاعبين الذين سيتم استدعاؤهم، لاشك أن نسبة كبيرة منهم هم من سيخوض مباريات “الكان”، مع الإبقاء على احتمال بعض التغييرات الناتجة عن إصابات محتملة أو نزول حاد في مستوى اللاعبين، فبعد المعسكر المقبل لا أعتقد أن وليد الرݣراݣي سيفكر في تجريب عناصر جديدة، حتى لو كانت متألقة مع أنديتها، ببساطة لأن المدة الزمنية التي تفصلنا عن دجنبر المقبل، ومع قلة تواريخ الفيفا التي تسمح بتجميع العناصر الوطنية في المعسكرات، سيبقى فيها المجال فقط للعمل على انسجام المجموعة والتمرس على طريقة اللعب، وهضم الأسلوب التكتيكي الذي سيختاره الناخب الوطني وطاقمه للفترة المقبلة.