story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
محاكمات |

هل سيعود الإمام المغربي حسن إيكويسن إلى فرنسا؟

ص ص

بعد أربعة أيام عن ترحيل فرنسا، الإمام التونسي محجوب محجوبي إلى بلاده على خلفية اتهامات “تطرف” والإدلاء “بتصريحات غير مقبولة”، يأتي الدور هذه المرة على الإمام المغربي حسن إيكويسن، الذي ستنظر المحكمة الإدارية بباريس، اليوم الإثنين 26 فبراير 2024، في قرار طرده من الأراضي الفرنسية، إذ سيتم الإستماع إليه عبر الفيديو خلال الجلسة، حسب تقارير صحافية فرنسية.

فار من العدالة

قرار طرد “إيكويسن”، أعلن عنه وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان في 28 يوليو 2022، عبر حسابه على منصة “إيكس” (تويتر سابقا)، والذي برره بأن الإمام تبنى تصريحات معادية للسامية والمثليين ومعادية للمرأة خلال خطب أو مؤتمرات نظم بعضها قبل نحو 20 عامًا”، لتدرجه بعد ذلك المخابرات الفرنسية في قائمة “إس” الخاصة بأمن الدولة.

ووافق مجلس الدولة الفرنسية على قرار وزير الداخلية الفرنسي في 31 غشت 2022، غير أن سفر “إيكويسن” إلى بلجيكا حال دون تنفيذه، إلا أنه سيقبض عليه بعد شهر على ذلك، ويتم طرده إلى المغرب، على خلفية مذكرة توقيف أوروبية أصدرها قاضي تحقيق فرنسي بحقه، باعتباره فارًا من العدالة.

وهي غير مكترثة لرسائل التهديد التي كانت تتلقاها منذ توليها الدفاع عن الإمام المغربي، طالبت المحامية الفرنسية “مي لوسي سيمون”، من المحكمة الإدارية بباريس وقف تنفيذ حكم الطرد، لاعتبار “إيكويسن” أنه لا يمثل خطرا على الأمن العام للدولة، لتعلق القرار بحكم أن “السبب الوحيد القائم على وجود تحريض صريح ومتعمد على التمييز ضد المرأة لا يمكنه أن يبرر إجراء الطرد دون المساس بشكل خطير وغير متناسب بحقه في العيش حياة خاصة وعائلية عادية”.

من هذا الإمام المغربي؟

هو حسن إيكويسن، جاء إلى الحياة في 2 يونيو 1964، بمدينة دينين شمال فرنسا، تزوج وأنجب خمسة أطفال، جميعهم يحملون الجنسية الفرنسية، وهو أيضا جد لـ15 حفيدا، كان يحمل جنسيته الفرنسية إلى أن قرر وهو ابن الـ15 سنة التخلي عنها، والاحتفاظ بجنسيته المغربية فقط.

واستفاد الداعية الستيني منذ بلوغه سن الرشد من تصريح إقامة بفرنسا قابل للتجديد كل عشر سنوات، غير أنه حاول مرتين استعادة جنسيته الفرنسية، لكن دون جدوى، إذ رفض طلبه الثاني في عام 1999 بسبب علاقته مع اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (UOIF) القريب من الإخوان المسلمين، الذي أصبح يسمي بمسلمي فرنسا (MF)، حسب ما أدلى به سابقا لصحف فرنسية.

إيكويسن الذي يجمعه بالمغرب، اللغة والدين والثقافة وبعض من الإجازات القصيرة التي كان يقضيها في بعض من مدنه رفقة عائلته، كما قالت محاميته سيمون، لإحدى الصحف الفرنسية، كما أنه حصل على إجازة في اللغة العربية وماستر في التاريخ، ليكرس حياته بعد ذلك للدعوة وتعليم الإسلام كشأن بعض من أقرانه المغاربة الفرنسيين، الذين تأثروا بثقافتهم رغم ترعرعهم في بيئة غربية.

على بعد 15 كيلوميترا من مدينة فالنسيان شمال فرنسا، توجد قرية دينين، مسقط رأس الداعية المغربي، وحيث كان يخاطب ساكنة المدينة عبر مقاطع فيديو، كان يبثها على قناته بيوتيوب، والتي أثارت استياء العديد من الفرنسيين، معتبرين أنها تنشر خطاب الكراهية والتمييز.

فرنسا والأئمة

قصة “إيكويسن”، تدفع بنا إلى استحضار القرار الأخير لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، في 29 من دجنبر الماضي، والذي أعلن فيه عن أن فرنسا لن تستقبل الأئمة القادمين من دول أجنبية وبشكل رئيسي من المغرب العربي، وذلك اعتبارا من 1 يناير 2024.

وحسب رسالة وجهها الوزير الفرنسي إلى الدول المعنية، فإنه بعد الأول من يناير الماضي، لن يتمكن الأئمة الأجانب الذين أوفدتهم دول أخرى، من مواصلة الإقامة في فرنسا “بصفتهم تلك”، في حين أن الأئمة الأجانب الذين ما زالوا في فرنسا، فسيتعين عليهم تغيير وضعهم ابتداء من 1 يناير الماضي، وذلك بوضع “إطار خاص” للسماح للجمعيات التي تدير المساجد بتوظيف الأئمة بنفسها على أن تدفع لهم رواتبهم مباشرة.

وأوضح دارمانين أن “الهدف ليس منع الأئمة الأجانب من الوعظ في فرنسا، ولكن ضمان عدم حصول أي منهم على أجور من دولة أجنبية يكونون فيها موظفين حكوميين أو موظفين عموميين”.

وبالمقابل، أكد وزير الداخلية الفرنسي، أن هذا القرار لا ينطبق على “أئمة رمضان”، وهم مقرئون يصل عددهم إلى نحو 300 إمام يزورون فرنسا سنويا، خلال شهر الصيام.

ورحلت فرنسا يوم الخميس الماضي، الإمام التونسي محجوب محجوبي، بتهم “التطرف والرويج للكراهية وفي خطبه والإدلاء بتصريحات غير مقبولة، وذلك بعد أقل من 12 على اعتقاله، ما اعتبره الإمام التونسي “قرار تعسفيا”، متوعدا أنه سيلجأ إلى القضاء للبت في قضيته، بعد أيام قليلة تبعد عن تصريحات وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، التي كان قد طالب فيا، بسحب تصريح إقامة هذا الإمام التونسي.