story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
طاقة |

مشروع الربط الضخم بين المغرب وبريطانيا يواجه معارضة من قبل سكان “ديفون”

ص ص

يواجه مشروع الربط الكهربائي الضخم بين المغرب والمملكة المتحدة، معارضة من قبل ساكنة “ديفون” جنوب غرب إنجلترا، وهي المنطقة التي سيصل إليها الكابل البحري بين البلدين ليتم ربطه بمحطات جديدة ستتولى مهمة تحويل الكهرباء، ومن ثمة دمجه بالشبكة الوطنية للكهرباء.

وحسب تصريحات ساكنة المدينة التي نقلها موقع “بي بي سي” البريطاني فإن الساكنة يتخوفون من “الفوضى” التي ستخلفها أشغال شركة “إكس لينكس” المسؤولة عن المشروع، لبناء البنية التحتية لاستقبال الكابل البحري القادم من محطات الطاقة الخضراء بالمغرب، خصوصا في ظل الهدوء الذي تعيش على وقعه المنطقة طيلة السنة، والذي يجذب إليها عددا لا بأس به من السياح.

وحسب أحد الساكنة بالمنطقة البالغ من العمر 69 عامًا فقد صرح أنه سيخسر استخدام ما يناهز 20 بالمائة من أراضيه الزراعية الإنتاجية خلال مرحلة بناء المشروع التي ستستمر لـ6 سنوات، حيث من المنتظر أن يتم دفن أربع كابلات على الأرض في شمال “ديفون” على طول مسار يبلغ حوالي 14.5 كيلومتر. كما سيتم أيضًا بناء محطة فرعية جديدة للكهرباء بجوار المحطة الفرعية الحالية، إلى جانب محطتين جديدتين للتحويل، على مساحة تبلغ حوالي 32 هكتارًا.

كما تتوقع الشركة أن ينتج عن المشروع ما يصل إلى 545 حركة سيارة إضافية في طرقات المدينة، بما في ذلك 105 مركبات البضائع الثقيلة، ستكون معظم هذه الحركات باتجاه محطة التحويل القريبة من المحطة الفرعية.

بالإضافة غلى ذلك سيتم أيضًا بناء طرق نقل مؤقتة في الحقول لأخذ حركة البناء بعيدًا عن الطرق العامة، إلى جانب مجمعات لتقليل عدد الرحلات. كما يمكن توسيع أحد الطرق الريفية الحالية في بعض الأماكن للسماح بنقل “أحمال غير قابلة للتقسيم” مثل المحولات.

تعليقا حول هذه التصريحات، أكد “جيمس هفري” الرئيس التنفيذي الذي عين حديثا لقيادة المشروع، (أكد) على الأهمية التي يكتسيها المشروع وطنيا ودوليا، حيث من المتوقع أن يوفر المشروع الكهرباء لسبعة ملايين منزل بريطاني، مؤكدا أنه سيوفر الطاقة في المساء وهي الفترة التي تحتاج فيها المملكة المتحدة للكهرباء بشدة”

ويكتسي هذا المشروع أهمية كبرى على الصعيد الوطني، خصوصا بعد أن تم إدراجه ضمن قائمة “مشاريع البنية التحتية ذات الأهمية الوطنية”، وهي المشاريع التي تعتبرها الحكومة البريطانية كبيرة جدا، وذات أهمية وطنية بحيث يجب منح الإذن ببنائها على المستوى الوطني، من قبل وزارة الدولة المكلفة بالأمن الطاقي.

ولطمأنة الساكنة أكد “همفري”: “نحن نعمل بجد لتقليل الاضطراب أثناء بناء المشروع، ويشمل ذلك بناء طريق مؤقت لأخذ معظم عمليات البناء خارج الطرق المحلية، ووضع قيود على ساعات وطرق العمل، وتركيب الكابلات تحت الأرض في أقسام بطول 1 كم لتقليل مدة العمل في أي منطقة.”

وتابع “لقد أجرينا ثلاث جولات من المشاورات على مدى عامين، وقمنا بتغييرات كبيرة استجابةً للتعليقات، بما في ذلك نقل محطة التحويل إلى موقعها الحالي في “Old Webbery Showground”. وسنستمر في التواصل مع المجتمع أثناء تطوير خططنا.”

وأضاف “أفهم مخاوف السكان، ونرغب في العمل على معالجة تلك المخاوف”، لافتا إلى أن المشروع يعد “مشروعًا للبنية التحتية الوطنية” يمكنه المساهمة في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المملكة المتحدة، وكذا تغطية نحو 8 بالمائة من الطلب على الكهرباء في المملكة المتحدة

وحول اختيار هذه المنطقة، أكد همفري أن هذا الموقع هو “أفضل مكان” لوصول الكابلات إلى الشاطئ. موضحا”لقد عملنا مع الشبكة الوطنية، وتبين لنا أن باختيار هذه المنطقة لا نحتاج إلى عملية صيانة كبيرة للشبكة. كما أن هناك حاجة للكهرباء في جنوب غرب البلاد، فضلاً عن الاتصال بالشبكة الأوسع”.

وأردف المتحدث “إذا عدت إلى أواخر الثمانينيات، نفذت شركة الاتصالات البريطانية أول كابل إنترنت، والآن هناك المئات التي تجوب العالم، ونعتقد أن هذا الكابل، الذي سيكون أول كابل لنقل الكهرباء لمسافات طويلة، سيساهم في تشكيل شبكة عالمية”.

وتأمل بريطانيا من خلال هذا المشروع أن تعالج مشكل انقطاع مصادر الطاقة المتجددة من خلال ربط المملكة المتحدة بالمغرب الذي يتوفر على مناخ مختلف تماما، حيث تعاني بريطانيا في بعض الفترات من السنة من قلة الرياح والأشعة الشمسية مما يؤدي إلى نقص حد في توليد الطاقة المتجددة.