story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

مدينة بواكي من معقل للمتمردين إلى محطة لنهاية الحرب

ص ص

لم تقتصر كرة القدم منذ ظهورها عند البريطانيين في العصور الوسطى، على الركض خلف مثانة الخنزير، بل كانت ولا تزال إلى حدود الساعة متنفسا للشعوب، ولطالما كانت لها القدرة على إصلاح ما أفسدته السياسة و العكس تماما، كما حدث في الكوت ديفوار خلال الحرب الأهلية، أو بين مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم 2010.

عاشت الكوت ديفوار على وقع حرب أهلية نشبت سنة 2002 قسمت البلاد، بين الحكومة آنذاك برئاسة لوران غباغبو الذي كان يسيطر على الجنوب، في حين كانت حركة تمرد تسمى قوات ساحل العاج الجديدة يقودها غيوم سورو تسيطر على الشمال.

واستمر القتال نحو عامين، مخلفا آلاف النازحين ودمارا وخرابا في البلاد، قبل أن يعود ليطفو على الساحة من جديد سنة 2005.

وكانت الكوت ديفوار، كرويا آنذاك، تحظى بجيل ذهبي بقيادة ديدييه دروغبا وكولو توريه وإيمانويل إيبوي وديديه زوكورا، وعلى الرغم من تألق اللاعبين في أنديتهم إلى أنهم كانوا يحملون هم مباراة مصيرية لهم وللبلاد في ذلك الوقت أمام منتخب السودان لحساب تصفيات كأس العالم 2006، حيث كان يتوجب على رفاق ديديي دروغبا الفوز باللقاء، مع ضرورة خسارة أو تعادل منتخب الكاميرون أمام مصر.

وهو ما تحقق بالفعل بعد سيناريو يحبس الأنفاس للإيفواريين، وفي أعقاب احتفال اللاعبين في غرفة تبديل الملابس، وجه دروغبا خطابا للشعب يحثهم على إنهاء الحرب والتعصب، ويدعوهم إلى ضرورة الإتحاد، وإجراء الانتخابات، ليصل خطاب دروغبا إلى غالبية سكان ساحل العاج، وبعد فترة وجيزة تم وقف إطلاق النار، ووقعت الحكومة وحركة قوات ساحل العاج على قرار الهدنة.

مدينة بواكي، التي كانت معقلا للمتمردين منذ سنة 2002، ستشهد الفصل الأخير في دائرة العنف هذه، حيث احتضنت مباراة المنتخب الإيفواري ضد منتخب مدغشقر سنة 2007، بعدما كان مقررا إقامة اللقاء في العاصمة أبيدجان، ليكون ملعب السلام في المدينة شاهدا على ملامح الصلح وإنهاء الحرب التي استنزفت الإيفواريين حكومة وشعبا لسنوات.

وها هي ذي نفس المدينة تحتصن مباريات كأس أمم إفريقيا 2023، وهي التي كانت شاهدة على تحقيق الفيلة لإعجاز كروي أهلهم إلى الدور نصف النهائي، من مسابقة كاس الأمم الإفريقية، على حساب منتخب مالي بعد مباراة قتاليةن قادها مدرب من الجيل الحالي للكرة الإيفوارية، الذي كان يشغل مهمة مساعد المدرب للفرنسي جان لويس غاسييه، إسمه إيميرس فاييه.