بنعبد الله للعدالة والتنمية: احترموا من كان له معكم مسار مشترك في أوقات الشدة
لا زالت تداعيات المهرجان الذي نظمه حزب العدالة والتنمية حول مدونة الأسرة قبل أسبوعين متواصلة، ومنها ردود أفعال الأحزاب التي كان العدالة والتنمية قد هاجمها بسبب مواقفها من تعديل المدونة، ومنها حزب التقدم والاشتراكية.
وتريث الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في الخروج للرد على الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بعدما كان قد هاجمه بسبب مواقفه من المدونة، وقال بنعبد الله في حوار أجراه مع أسبوعية “الأيام” نهاية هذا الأسبوع، موجها حديثه لحلفاء الأمس في قياده العدالة والتنمية : “دافعوا عن رأيكم فذلك من صميم حقوقكم، ولكن احترموا في نفس الوقت الآخرين وتقيدوا بعدم السقوط في التشويش والتحريف وتوجيه مجموعة من التهم والنعوتات غير اللائقة لمن كان لهم معكم مسار مشترك في أوقات الشدة”، مذكرا إياهم بتحالف وضع الحزبين جنبا إلى جنب في التدبير الحكومي قبل أزيد من عشر سنوات.
وتحدث بنعبد الله عن مفارقة قال إن العدالة والتنمية يعيشها، وأوضح في هذا السياق أن “هذا أمر محير، فالطرف الذي صادق على اتفاقية سيداو والذي كان في موقع رئاسة حكومة تتعامل بناء على احترام مجموعة من المواثيق الدولية التي تهم مسألة المساواة بشكل أساسي، والذي التزم بالدستور وقام بحملة لصالحه وأعلن التزامه بكل مبادئه، بما في ذلك الفصل 19 الذي ينص على تمتع الرجل والمرأة على قدم المساواة بنفس الحقوق، هو نفسه الذي يهاجم اليوم أي اجتهاد داخل الدستور”.
وتحدث بنعبد الله عن محاولات لتسييس نقاش المدونة، وقال في هذا الصدد: “يخيل إلي أن هناك سعيا إلى تسييس في غير محله، ورغبة في استرجاع بعض الأمجاد والتأثير على مجموعة من الأوساط المغربية، من أجل توسيع النفوذ واستعادة مستويات من التأثير السياسي التي لم تعد موجودة بالنسبة لهذا الطرف”.
وعن مواقف الحزب من ورش تعديل المدونة، يقول بنعبد الله إن هناك تحريفات كبيرة “ساقها الطرف الآخر”، مؤكدا على أن الأسرة التي يسعى حزبه لتعزيز دورها هي الأسرة الي تتكون من رجل وامرأة، وتقوم على أساس “علاقة الزواج” واحترام الإجراءات القانونية المعمول بها، أي المثول أمام العدول الشرعيين الذين يعملون على توثيق عقد الزواج أو عقد النكاح، مضيفا أن “من يريد أن يدخل لأذهان المغاربة أننا نتبع توجهات مختلفة إنما يبحث عن التأثير بأشكال سلبية ودنيئة على رأي المغاربة وتصوراتهم حول الأسرة المغربية.
وكان عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قد وجه انتقادات شديدة اللهجة لحزب التقدم والاشتراكية وحليفه الجديد، حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بسبب رؤيتهما لتعديل مدونة الأسرة. داعيا إلى أن “يشتعل الشعب” بالتعبير عن موقفه من النقاش الدائر.
وقال ابن كيران، خلال حديثه أمام أعضاء حزبه في طنجة، في 25 فبراير 2024، خلال أشغال الدورة العادية للمجلس الجهوي، إن الدعوة التي حملها كل من الحزبين لتعديل المدونة في اتجاه عدم التمييز في عقد الزواج بناء على الجنس والدين، يمكن أن يفتح الباب لزواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة.
واسترسل ابن كيران في حديثه عن مطالب الحزبين إن “عدم التمييز في عقد الزواج بالدين أو الجنس، هذا لا يجوز شرعا، يطالبون بإباحة الزواج بين الرجال والرجال والنساء والنساء”.
واستغرب ابن كيران تبني الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية لهذه المطالب التي يراها منافية للشريعة الإسلامية على الرغم من أنه مسلم، وقال في هذا السياق إن “بنعبد الله رجل مسلم ويصلي وحج، ولكن لشكر ماعرفتش واش كيصلي”.
وحذر ابن كيران من القطع مع الشريعة في التعديل الذي سيتم إدخاله على مدونة الأسرة، وعاد لمهاجمة الأمينة العامة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان أمينة بوعياش، بسبب مقترحاتها لتعديل المدونة.
وقال ابن كيران إن بوعياش “لم تحترم ديننا ولا الدستور ولا الملك ولا إرادة الشعب”، مشددا على أن “المغاربة ضد المساواة في الإرث، هذا ما عشنا عليه لقرون وراضون به لأنه حكم الله ويحافظ على العلاقات العائلية”.
ودعا ابن كيران إلى تفاعل شعبي مع النقاش الدائر حول تعديل مدونة الأسرة، وقال إنه “يجب أن يشتعل الشعب، يجب أن يعرف أن الشعب رافض لهذا”.