story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

فاتحة قدي.. صوت امرأة نذر للدفاع عن واحات فكيك

ص ص

في سياق يطبعه الغضب، هكذا تخلد نساء فكيك يومهن الأممي، احتجاجا على قرار تفويت مياه المدينة لشركة خاصة، هذا القرار الذي أخرجهن منذ أشهر إلى الشوارع في مشاهد “ملحمية”.

وتقول فاتحة قدي، فاعلة جمعوية وإحدى ناشطات حراك الماء بمدينة فكيك، إن “نساء المنطقة يخلدن اليوم العالمي للمرأة في جو رهيب” مشيرة إلى أنهن سيخضن هذا اليوم مسيرة نسائية ضد ما وصفته “بالقهر والتهميش وضد ما تعاني منه المرأة الفكيكية طيلة المدة الماضية”.

وتحدثت فتيحة قدي عن التزام نساء فيكيك على اختلاف أعمارهن بالنزول إلى الشارع لأشهر ومايزلن “نضالا من أجل حق المدينة في مائها”، معتبرة أن تاريخ اليوم الذي يتصادف مع اليوم الأممي للمرأة ينبغي أن يكون “محطة تأمل لما لم يتحقق لهؤلاء النساء”.

فيكيكية في مربع التدبير

وكانت فتيحة قدي مطلعة عن كثب عن العلاقة الفريدة التي تجمع أهل فيكيك ونساءها بشكل خاص بالماء، وذلك عبر دواليب التسيير والتدبير الجماعي لمدة اثني عشر سنة.

وتقول إنها كانت مكلفة بقطاع الماء خلال هذه المدة كلها، وتتابع أنها كانت المرأة الوحيدة في مربع التدبير وقتها، مؤكدة حرصها طوال تلك الفترة أن يساهم الساكنة بشكل كبير في تنمية هذا القطاع الحيوي والحفاظ على موارده.

وتحدثت فتيحة قدي عن الأهمية التي يكتسيها ماء فكيك عند نساء المنطقة قائلة “إنهن الآن دخلن في رهان من أجل مياههن” وتضيف أن لنساء الواحة علاقة خاصة بهذه المادة متحدثة على سبيل المثال “عن المغاسل العمومية”.

وقالت في هذا الصدد إن “وجود الماء في هذه المغاسل العمومية يعتبر متنفسا وفضاء لتربية أجيال من أبناء الواحة” مؤكدة أنه “لا يمكن اليوم بجرة قلم أن تتغير هذه العادات التي دأبت عليها النساء، ولا يمكن لهن أن يقبلن بحرمانهن من حقهن في الماء بسبب التفويت المشؤوم”.

نضال النساء

وكان الانخراط النسوي في الدينامية الاحتجاجية التي تعرفها المدينة الحدودية، واضحا منذ الوهلة الأولى لانطلاق شرارة الحراك. وبالرغم من التفسيرات التي يقدمها بعض المحتجين من كون ذلك راجع إلى اختلال البنية السكانية نتيجة هجرة الذكور للعمل خارج الواحة في ظل انعدام فرص العمل.

يؤكد آخرون أن تنامي الوعي لدى المرأة الفكيكية يساهم بشكل جلي في فعلها وتحركها الميداني في هذا الملف، وفي ملفات سابقة كما كان الأمر أيام احتجاجات “العرجة”.

وفي حديث لها مع “صوت المغرب” تؤكد الناشطة بالحراك لطيفة دبشي أن “نضال” نساء فكيك “ليس وليد اللحظة، بل يرجع حتى إلى إلى حقبة الاستعمار” وحكت لنا قصص النساء اللواتي كن يخاطرن بحياتهن في سبيل إمداد المقاومين بكفاف أيام طوال.

وتابعت “لقد كانت نساء الواحة يحملن على ظهورهن ما جادت به منازلهن البسيطة، إلى المقاومين في التخوم والجبال، يفعلن ذلك وهن لا يأبهن بالأخطار المحدقة بحياتهن على يد المستعمر”، وتؤكد لطيفة دبشي أن المرأة الفكيكية كانت دائما طاغية الحضور و”إحساسهن بالظلم الذي يطال الواحة كان متقدا على الدوام”.

وروت لنا بعضا من هذه المحطات قائلة إنه “قد كانت هناك في وقت سابق تلى أيام الاستقلال، مظاهرات خاضها شباب المدينة ضد الأوضاع التي يعيشونها، وقامت السلطات باعتقالهم، فذهبت كل نساء الواحة إلى مكان اعتقالهم، وشرعن في الصياح”.

تقول إن “هؤلاء النساء لم يكن لديهن شعارات ولا كلام يقال، لكنهن استعملن صوتهن بأعلى ما فيه من أجل كف التعذيب وإطلاق سراح هؤلاء الشباب.. كان دائما الصوت هو سلاح نساء فكيك”.