تقرير: المغرب أكبر مزودي الأفوكادو للأسواق الكبرى خلال الفترة الحالية

مع بدء ذروة موسم تصدير الأفوكادو، يشتكي العديد من كبار المصدرين من المنافسة التي يفرضها المغرب، الذي يعد حاليًا أكبر مزودي “الأفوكادو” للأسواق الكبرى، خصوصًا بعد رفع إنتاجه إلى 90 ألف طن هذا الموسم، مما ساهم في خفض أسعار هذا المنتوج على الصعيد العالمي.
وحسب تقرير لموقع “فريش بلازا” المتخصص في الأخبار والبيانات الفلاحية، نقلًا عن أحد المهنيين، فإن معظم الأفوكادو المتاح في الأسواق حاليًا يأتي من المغرب، متبوعًا بإسبانيا والبرتغال، حيث انتبه مهنيّو هذا المجال إلى التأثير المتزايد للمنافسة من المغرب، والتي أصبحت أكثر وضوحًا هذا العام.
في هذا السياق، يقول أحد المنتجين الإسبان: “العام الماضي، أدى الجفاف إلى الحد من الإنتاج، لذلك لم يكن الأمر مقلقًا. لكن هذا العام، المغرب يصدر كميات كبيرة مباشرة إلى المملكة المتحدة وأوروبا التي تعد أسواقنا الرئيسية، وذلك بأسعار تنافسية جدًا.”
في المقابل، يرى المنتجون الإسبان أن نافذة إنتاجهم تبقى أطول من نافذة الإنتاج المغربية، حيث تظل إسبانيا المورد الرئيسي للأسواق الأوروبية خلال الفترة الممتدة ما بين فبراير إلى أبريل، مضيفًا: “بينما يتعين على المغرب شحن كميات كبيرة دفعة واحدة إلى أوروبا، فإن نظامنا اللوجستي المتطور يسمح لنا بإيصال الشحنات إلى أي جزء من القارة بأحجام أكثر مرونة.”
وأوضحت “فريش بلازا” أن تأثير المنافسة المتزايد للمغرب، من خلال رفع إنتاجه الموسم الحالي من 60 ألف إلى 90 ألف طن “وفقًا لأكثر التقديرات تحفظًا”، ساهم في خفض أسعار الأفوكادو إلى مستوى أقل مما كان عليه خلال ذات الفترة من السنة الماضية، وذلك موازاة أيضًا مع رفع كل من إسبانيا وإسرائيل من إنتاجهما.
وتابع التقرير أن توسيع المساحات المزروعة ونضج الأشجار أدى إلى زيادة كبيرة في الإنتاج، حيث ارتفع من 60 ألف طن في الموسم الماضي إلى ما يقدر بـ 90 ألف طن هذا الموسم، مضيفًا أن هذا الارتفاع الحاد في الإنتاج، الممتد على 10 آلاف هكتار، إلى جانب المنافسة من الموردين في أمريكا اللاتينية، تسبب في انخفاض الأسعار بنسبة 10-15% مقارنة ببداية الموسم السابق.
وأردف المصدر ذاته أن السوق العالمية للأفوكادو تواجه ضغوطًا بسبب زيادة حجم الصادرات من موردين جدد مثل المغرب وكينيا، مما أدى إلى اشتداد المنافسة في الأسواق الأوروبية والآسيوية، مشيرًا إلى أن هذا الارتفاع في العرض تسبب في انخفاض الأسعار وزيادة التوقعات بشأن معايير الجودة ومتطلبات الشهادات.
وتواجه زراعة الأفوكادو في المغرب انتقادات كثيرة بسبب الاستهلاك الكبير الذي تتطلبه هذه الفاكهة لإنتاجها، في الوقت الذي يعاني فيه المغرب من توالي سنوات الجفاف، حيث تشير معطيات لمجلة “هيدرولوجيا وعلوم نظام الأرض” العلمية إلى أن كيلوغرامًا واحدًا من الأفوكادو يتطلب ما يقارب 2000 لتر من الماء.
وكانت تصريحات سابقة لوزير التجهيز والماء، نزار بركة، قد أشارت إلى أن الحكومة قررت وقف دعم زراعة الأفوكادو، وبدأت في نهج منطق الحذف المرتبط بكمية الماء في المناطق المختلفة، وهو المنطق الذي تم الاعتماد عليه لاتخاذ قرار وقف زراعة البطيخ الأحمر في طاطا وتخفيض زراعته في زاكورة، إلا أن الواقع يبدو غير ذلك مع استمرار تحقيق الأرقام القياسية في إنتاج وتصدير هذه الفاكهة.