story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

البطولة وتزويق الرداءة !

ص ص

حكيم دومو رئيس النادي القنيطري لكرة القدم، وهو بصدد الخروج من الملعب البلدي بالقنيطرة بعد نهاية مباراة فريقه ضد فريق وداد فاس برسم الدورة 15 من القسم الوطني الثاني للبطولة الإحترافية، والتي انتهت بالتعادل صفر لمثله، سأله منبر إعلامي عن رأيه في المباراة، فأجاب غاضبا: ” لا كاك لا وداد فاس، شحال خلقوا ديال الفرص؟ والو ما كين حتى حاجة.. لاعب كيتخلص باغي يكون بروفيسيونيل وجاي مخلوع.. اللي ما قادش يلعب يمشي فحالو لدارهم يجلس.. هو باغي غير الكونطرا وخايف من الجمهور حاط وذنو في تريبين ولاعب معايا في تيران.. واش هادو باغين يزيدو بالكرة للقدام.. باش بلا منبقاو نكذبو على راسنا اللاعب عندنا خاوي وهاوي”.

مثل هذا الجواب الصريح الذي يسمي الأشياء بمسمياتها، هو ما نحتاجه في كرتنا الوطنية، عوض تزويق البشاعة بتحليلات سريالية عن المباريات، وتعابير “تطبالت” وإعلاء شأن لاعبين ومدربين لا يصلحون حتى لفرق الأحياء، ومدح المسيرين الفاشلين الذين لا إنجاز لهم غير إغراق أنديتهم في دوامة الأزمة التي لا تتنهي، والخضوع للصداقات والمصالح الشخصية، وعملية تزويق “السلعة” التي يقوم بها بعض الصحفيين-الوكلاء-السماسرة من أجل جلب العروض المالية السخية للاعبيهم.

قد يقول قائل إن الأمر يتعلق بمباراة للقسم الثاني وليس الأول، وأن هناك فرق في المستوى التقني وقيمة اللاعبين والمدربين، ولكن الحقيقة العارية التي يمكن أن يخرج بها أي شخص يفهم قليلا في كرة القدم ويشاهد مبارياتها عالية المستوى، وهي أنه لا فَرق في المغرب بين بطولة القسم الأول وبين القسم الثاني ولا حتى أقسام الهواة، فجميع المباريات تتشابه حد التطابق، وتعرف نفس الرداءة في المستوى، ونفس إمكانيات اللاعبين الهزيلة مهاريا وتكتيكيا وذهنيا، ونفس سلوكات “التبوحيط” والسقوط المتكرر لإضاعة الوقت، ونفس التهجم على الحكام وإلصاق الهزائم فيهم.

الخطير في كثرة “التطبيل” والمجاملات، وإعلاء شأن الموكلين والأصدقاء من اللاعبين والمدربين “الزرݣين” بالتعبير الكروي، هو أن هؤلاء عندما ينتفخون بكثرة الإشادة والمدح وتكرار إسمهم بمناسبة وبدونها، يبدؤون في الإعتقاد أنهم لاعبون “من عندهم كتفرق”، فتتعالى مطالبهم المادية، وتصبح رواتبهم تصل إلى ملايين السنتيمات تنطح أختها، فنصبح أمام لاعبين يكلفون أنديتهم الكثير في حين أنهم في الملعب غير قادرين حتى على “كونطرول صحيح” أو تمريرة متقنة يمكن ان يقوم بها أي إنسان يلعب قليلا من كرة القدم.

كرتنا الوطنية، قبل الحديث عن الإصلاح، وإعادة الهيكلة، والإحتراف، والشركات الرياضية.. في حاجة إلى تحليل واقعها بصراحة جارحة، وتسمية الأشياء بمسمياتها، أما التحليلات العاطفية تجاه الأندية التي نشجع، و”الدهين” والمحاباة وقضاء المصالح بكثرة التطبيل، فلن يزيد سوى في إغراق “الشقف” لهذه البطولة البئيسة.