story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

انتقادات للتمويل الفرنسي لإصلاح منظومة التعليم

ص ص

وقع المغرب أمس الإثنين 18 مارس الجاري اتفاقية تمويل قرض بمبلغ إجمالي قدره 134,7 مليون أورو لتمويل برنامج لإصلاح منظومة التربية الوطنية، وهو الأمر الذي أثار انتقادات واسعة.

وانتقد خالد الصمدي، كاتب الدولة السابق، لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، في تدوينة له على حسابه بفايسبوك هذا الخطوة، معتبرا إياها تسائل “استقلالية قرار تدبير المنظومة التربوية المغربية”.

وتابع الصمدي “أن مبلغ القرض سيخصص لدعم تعليم اللغة الفرنسية، باعتبارها لغة مدرسة ولغة تدريس، وهذا الهدف يقتضي أن يكون المبلغ تمويلا غير مسترجع وليس قرضا، لأن نفعه لفرنسا، فكيف نقترض من فرنسا لتمويل تدريس لغتها والتدريس بها في المدارس العمومية المغربية؟”

وجاء في نص الإعلان عن هذه الاتفاقية “أن التمويل يستهدف، بالخصوص، مؤسسات التعليم الإعدادي، بهدف خفض نسبة الهدر المدرسي، بما يشمل الدعم المدرسي والتربوي والاجتماعي، فضلا عن تحسين الكفاءة اللغوية، وخاصة الفرنسية”. وهي النقطة التي كانت محط انتقاد من طرف الأكاديمي، إذ ربط بين التدريس بالفرنسية وضعف امتلاك اللغات وبين الهدر المدرسي الذي يعرفه السلك الإعدادي.

وقال في هذا الصدد إن “التدريس بهذه اللغة وضعف امتلاك اللغات عموما، هو أكبر سبب للهدر المدرسي في السلك الإعدادي وأكبر سبب في ضعف اكتساب التلميذات والتلاميذ للتعلمات الأساس حسب التقييمات الدولية”. وتساءل بناء على ذلك عن “كيف يمكن أن يجتمع التدريس بالفرنسية مع هدف التخفيف من حدة الهدر المدرسي خاصة في العالم القروي”.

وتابع أن “هذا القرض يأتي مع استمرار تنزيل هندسة لغوية في المنظومة التربوية خارج ما ينص عليه القانون الإطار الذي اعتمد مبدأ التناوب اللغوي بين اللغات الوطنية واللغات الأجنبية في تدريس المواد العلمية والتقنية، في قطع مع الأحادية اللغوية في تدريس هذه المواد”.

واعتبر أنه “بهذا القرض تعلن الحكومة أنها ماضية في تنزيل سياستها اللغوية في خرق سافر لمقتضيات القانون، مع تأخير متعمد في إخراج مرسوم الهندسة اللغوية إلى حيز الوجود”.

وخلص المصدر ذاته في تدوينته إلى “أن كل حديث عن تدريس اللغة الإنجليزية والسعي إلى تعميمها ليس إلا ورقة ضغط تستعمل في تدبير علاقات المد والجزر مع فرنسا، وأن اللغة الإنجليزية ليست خيارا استراتيجيا عند المشرفين على الشأن التربوي بالبلاد”.