يوم الحسم في ملف طلبة الطب.. تفاصيل عرض حكومي يراهن عليه لإنهاء الأزمة
تجري منذ صباح اليوم الأربعاء 6 نونبر 2024 عملية تويصت طلبة الطب على العرض الحكومي النهائي عبر الصناديق على مستوى جميع كليات الطب والصيدلة في المغرب، في انتظار نتائج يتوقع أن تنهي أطول آضراب في تاريخ المغرب، والذي استمر بمقاطعة الدراسة والامتحانات لمزيد من 10 أشهر منذ دجنبر 2023.
وحسب عرض اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان في الجموع العامة، والذي تضمن النقاط العالقة في الملف، فإن العرض الحكومي اقترح “عدم تطبيق قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المنشور بالجريدة الرسمية عدد 7177 بتاريخ 13 مارس 2023 على الأفواج الأربعة السابقة عن صدوره، وإخضاعهم للقرار الذي كان ساري المفعول قبل ذلك”.
وأشار العرض ذاته، الذي توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إلى أن القرا. لا يتعلق بفوج 2023/2024 الذي سيجري إخضاعه للقرار الساري المفعول في تاريخ التحاقه بالكليات، مع إمكانية “الاستفادة من تداريب سريرية اختيارية قد تصل إلى سنة (مدة كل تدريب 3 أشهر) قبل مناقشة الأطروحة، مقابل إشهادات عن كل فترة من هذه التداريب”.
كما ستتم الإشارة إلى التداريب الاختيارية في دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية، مع “إعادة برمجة تداريب التكوينات للسنة السادسة الجديدة بغلاف زمني يمتد ل 44 أسبوعا، بالإضافة إلى التكوين في طب الأسرة”، فضلا عن “الرفع من الغلاف الزمني؛ 5986 ساعة بالنسبة ل (1+5) وإدراجها في الملفات الوصفية للدفعة المعنية”.
هذا وتعهد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عز الدين ميداوي، بخصوص مستقبل السنة السادسة، بأن “أي شيء قابل للنقاش والتراجع عنه إن ثبتت فيه مضرة للوطن، وأي قرار مستقبلا بعد انفراج الأزمة سيمر بإشراك جميع الفاعلين بالجامعة، وبعد التأكد من جدواه ومنفعته”، مشددا على أن “ثوابت المملكة ثلاثة فقط”.
كما أكد، حسب المصدر ذاته، على أن “أي قرار اتخذ سابقاً ولا يحترم هذا المبدأ من المرجح أن يعاد البث فيه ومراجعته حفاظا على جودة التكوين وسمعة الجامعة المغربية”.
في السياق ذاته، قال طلبة الطب إن وسيط المملكة أوضح في آخر لقاء معهم أن “الإدارة تؤكد أنها بعد انفراج الأزمة ورجوع الأمور إلى نصابها، ستنفتح على كل المبادرات التحسينية القانونية الممكنة والنقاشات الجادة والهادئة التي من شأنها الرقي أكثر بمنظومة التكوين الطبي في البلاد”، وذلك في سياق تشاركي “يساهم فيه كل المتدخلون بما يخدم جودة التكوين الطبي التي هي جزء من جودة المنظومة الصحية”.
أما بشأن العقوبات في حقق ممثلي الطلبة، فقد تقرر رفع كافة القرارات التأديبية الصادرة في حق الطلبة المعنيين بشكل استثنائي، على أساس أن “ستبدأ الكليات في مباشرة الإجراءات المسطرية المتعلقة بذلك خلال هذه الأيام”.
هذا وتقرر حسب العرض الحكومي الجديد استمرار مكاتب طلبة كليات الطب والصيدلة القائمة، مع ضرورة “أن تعمل على مواءمة وضعيتها مع المقتضيات القانونية والبنيات التنظيمية المتخذة تطبيقا للمادة 72 من القانون رقم 01.00، وذلك في مدة أقصاها ستة 6 أشهر ابتداء من تاريخ قيام الإدارة بتعميم أو تحديد أو اعتماد البنيات المذكورة بموجب الأنظمة الداخلية للكليات”.
وبالنسبة للتعويضات عن للمهام، فإن الحكومة تلتزم بتحقيق زيادة في التعويضات على النحو التالي: “السنة الثالثة والرابعة والخامسة؛ 1200 درهم، السنة السادسة والسابعة وسنة التدريب التكميلية؛ 2400 درهم”، أي ما مجموعه 100800 درهم خلال مدة التكوين – كاملة مقابل 54240 درهم سابقاً.
وبخصوص تدبير مرحلة العودة إلى المدرجات، فقد أعربت الإدارة عن استعدادها لبرمجة امتحانات استثنائية لكل أسدس “تسهر عليها الجهات البيداغوجية المعنية إدارة وأساتذة وفي احترام تام لاختصاصات الطاقم البيداغوجي، مع تمكين الطلبة من اجتياز الامتحانات في ظروف بيداغوجية سليمة وملائمة”.
كما أوضحت أنه “لا يوجد مانع مبدئيا في تمكين الطلبة من تأمين النظام (credit de Système) على أن تتم مراعاته في الحدود الممكنة والمعقولة بيداغوجيا، وعلى أن تبقى الكلمة الفصل فيه للطاقم البيداغوجي”.
واقترحت الإدارة ثلاثة سيناريوهات في برمجة الامتحانات ضمن تدبير مرحلة العودة وني: أربع دورات امتحان ضيقة، ثلاث دورات امتحان دورتين منها عاديتين ودورة استدراكية جامعة، دورتان مع حيز زمني مريح بينهما”.
يذكر أن طلبة الطب أعلنوا، السبت الماضي، تعليق برنامجهم النضالي الذي يتضمن وقفات واعتصامات “من أجل إتاحة هامش للنقاش الموسع مع الطلبة فور التوصل بالعرض الكامل” من الوزارتين الوصيتين، وذلك في أعقاب أول اجتماع للجنة الوطنية مع وسيط المملكة بعد إعادة فتح باب الحوار المباشر مع الوزارتين.
وكانت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان أوضحت أن قرار تعليق البرنامج النضالي يأتي “من أجل احترام مبدأ الانخراط الدائم بطريقة جدية ومسؤولة في جميع مراحل الحوار”، لا سيما أن الخطاب الحكومي الحالي، حسب مصدر في اللجنة “يحمل في طياته بوادر إيجابية وتطور مهم في اتجاه الحل”.
هذا واجتمع وزيرا التعليم العالي والصحة الجديدان مع ممثلي طلبة الطب في العاصمة الرباط، الأحد 27 أكتوبر 2024، في لقاء علمت صحيفة “صوت المغرب” أنه “اتسم بأجواء إيجابية من الطرفين” ما يوحي بقرب انفراج في الأزمة المتواصلة منذ دجنبر 2023.
وعبر مصدر من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، عن تفاؤله تجاه ما يترتب عن الاجتماع الذي حضره كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عز الدين ميداوي، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية أمين التهراوي، في الأيام القادمة بالقول: “بدأنا نرى بوادر انفراج الأزمة”.
وأكد المصدر أن الاجتماع “مرّ في أجواء جد إيجابية”، مع تسجيل تفاعل وإنصات جادّين من قبل الوزيرين اللذين عبرا عن تفهمها لتخوفات الطلبة وأهمية الحوار في اتجاه إنهاء الأزمة، مشيراً إلى أن وزير التعليم العالي عز الدين ميداوي وعد بعقد لقاءات مع عمداء وأساتذة كليات الطب والصيدلة من أجل بحث آليات تنزيل ما تم الاتفاق عليه بين الحكومة والطلبة.
وذكر المصدر أن النقاش كان إيجابياً على مستوى أغلب المطالب العالقة، التي تضم عدد سنوات التكوين وبرمجة الامتحانات ومكاتب الطلبة والعقوبات التأديبية بحق طلبة الطب الموقوفين، لافتاً إلى أن ميداوي أكد بالنسبة إلى هذه الأخيرة على أنه ستنطلق في الأيام القليلة القادمة إجراءات إلغائها، مشدداً (الوزير) على أنه سيكون هناك حل لتسوية نهائية لملف طلبة الطب وإنهاء الأزمة