يوسف.. صاحب أول صرخة استغاثة يغادر مخيمات الاحتجاز في ميانمار بفدية
تم الإفراج، يوم أمس الثلاثاء، عن أحد الشباب المحتجزين في مخيمات التعذيب بميانمار، والذي يدعى يوسف، وذلك بعدما دفعت عائلته فدية نظير الإفراج عنه.
وأفادت مصادر لصحيفة “صوت المغرب”، أن عائلة الشاب يوسف حولت ما مقداره 8 ملايين سنتيم مغربية لحسابه الخاص، مضيفة أن أطراف تابعين للعصابات الإجرامية بمخيمات ميانمار تكلفوا بتحويلها إلى عملات رقمية.
وكان الشاب يوسف أول من أطلق صرخة استغاثة بمخيمات التعذيب بميانمار من أجل إنقاذ حياته وحياة العشرات من الشباب المغاربة والأجانب.
ونشر يوسف يوم 24 أبريل 2024، رسالة استغاثة لإنقاذ العشرات من المواطنين المغاربة المحتجزين في منطقة مجهولة، عن طريق حساب يحمل اسم “Satochi Nakaisho” على انستغرام.
ستنتشر الرسالة بشكل واسع في وسائل الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي. قال فيها صاحب الحساب إنه “يعيش أسوأ أيام حياته مختطفا من طرف عصابة صينية، تطالبه بفدية كبيرة إن هو أراد الحرية”.
هذا الحساب الذي يضم حوالي 15 ألف متابع، يعود لشاب مغربي يدعى يوسف، 27 سنة، تم استدراجه من تركيا إلى تايلاند لنفس الغرض.
وتحكي أخته زهرة في حديث لمجلة “لسان المغرب”، أنه سافر إلى تركيا في رحلة استجمام منذ بداية السنة، ومكث فيها بضعة أيام، والتقى فيها مواطنا مغربيا يُدعى “الحاج”. هذا الأخير سهّل له زيارة دولة النمسا بطريقة تصفها زهرة بالمريبة، خاصة أنه لم يكن يتوفر على تأشيرة شنغن.
تقول محدثتنا إن “الحاج” نجح في إغراء شقيقها بالفردوس التايلاندي بعد تمكينه من السفر سابقا إلى النمسا. سيقرّر ابن مدينة أزيلال تغيير بوصلته نحو آسيا في منتصف شهر أبريل الماضي، وسيتوجه من اسطنبول إلى ماليزيا للحصول على الفيزا، وسيصل إلى بانكوك يوم 18 أبريل 2024.
وسيجد يوسف موظفا من المطار في انتظاره، وسيخرج من بوابة الشخصيات المهمة جدا (VIP) للقاء السائق، وسيمر هو الآخر بنفس المسار، من سيارة لأخرى، حتى وصل إلى “وادي جهنم”.
سيعلم يوسف فيما بعد أن “الحاج” قام ببيعه للعصابة مقابل مبلغ كبير، وخيّره مختطفوه بين العمل أو دفع “الفدية” أو استقطاب مغاربة آخرين لإطلاق سراحه، دون أية ضمانات منهم.
كانت زهرة من القلائل الذين وافقوا على التحدث بوجه مكشوف أمام الإعلام، فبقية الأسر تخاف انتقام العصابات من أبنائها، “الشجاعة التي أبان عنها أخي لفضح العصابة، جعلتني أتحدث إليكم الآن دون خوف، وبفضله أدركت أننا لسنا الضحايا الوحيدين” تؤكد محدثتنا.
وتعرّض يوسف لتعذيب شديد بعد نشره لـ”ستوري”، سابق على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي، وهو الآن يعاني من آثار جروح غائرة على مستوى الأذن والوجه، ومن كسر وانتفاخ في رجليه، كما تعرضت ذراعه للإصابة ولا يستطيع تحريكها إلى الآن.
لقراءة التحقيق الكامل حول احتجاز وتعذيب العشرات من المواطنين المغاربة والأجانب بمخيمات التعذيب بميانمار، يمكنكم الاشتراك في مجلة “لسان المغرب” بالضغط على الرابط.