وليد يذَكرنا بفرحة الموزمبيق !
حسب السيد وليد الرݣراݣي ناخبنا الوطني المحترم، فإننا نحن المغاربة “نكارين الخير”، ولدينا ذاكرة السمكة، بحيث نسينا بسرعة أننا خرجنا ذات يوم إلى شوارع البلاد للإحتفال بتأهل المنتخب الوطني إلى كأس إفريقيا، بعدما انتصرنا بصعوبة على خصم مغمور إسمه منتخب الموزمبيق، ونسينا أيضا أننا في 2017 كانت المملكة السعيدة قد خرجت عن بكرة أبيها من البيوت ابتهاجا بالتأهل إلى المونديال الروسي، لكن اليوم ونحن نضمن تأهلنا إلى كأس العالم القادمة بصفة شبه مؤكدة للمرة الثالثة على التوالي، لا أحد صفق للسيد وليد ولا سُمِعت زغاريد النسوة ولا أطلقت منبهات السيارات ابتهاجا بهذا الإنجاز الفريد!
ناخبنا الوطني يفسر ذلك أننا “كبرنا” حتى صار التأهل للمونديال شيئا عاديا لا يثير فرح أحد، ويبدو أنه لوحده يرى أن الفوز الخامس تباعا في الإقصائيات هو إنجاز في حد ذاته يستحق عليه البقاء في منصبه، وإعطائه قليلا من “التيساع” إن كنا لا نعطي قيمة لكل هذه الإنتصارات المتتالية التي يحققها الفريق الوطني.
السيد وليد المحترم ينسى (أو يتناسى)، أن سبب كل هذه الإنتقادات التي يتعرض لها الفريق الوطني حاليا، هو عدم اطمئنان المغاربة لما يروه من مردود باهت في المباريات الإقصائية وإن كنا نفوز بها، لأن الرهان القادم الذي ينتظره الجمهور المغربي، ليس هو التأهل للمونديال لأن ذلك أصبح مثل “جغمة” ماء في إفريقيا بالنظر لرفع عدد المنتخبات المتأهلة للمونديال إلى 48 منتخبا، بل رهانهم على كأس إفريقيا للأمم ببلادنا التي تفصلنا عنها بضعة أشهر.
المغاربة لم ينسوا بعد للسي وليد أنه قبل عام وقليل، ذهب بالمنتخب الوطني إلى “كان” الكوت ديفوار وهو على “عمارية” المركز الرابع عالميا في مونديال قطر، ووثق به الجميع لكي يأتينا بالكأس الثانية بعد الأولى في الحبشة في زمن الأبيض والأسود، لكنه ارتكب أخطاء فضيعة وبدائية في إدارة مجموعة لاعبيه، وتعامل برعونة مع تدبير المباريات، حتى كان الإقصاء المذل أمام جنوب إفريقيا، الذي خلف خيبة أمل ومرارة عظيمة في نفس كل من يحب الخير للبلاد ولمنتخبها الوطني.
السي وليد الرݣراݣي وهو يذكرنا بفرحنا بالتأهل إلى كأس إفريقيا أمام الموزمبيق، كان عليه أن يقارن بين المرحلتين ليعرف لماذا خرج الناس إلى الشوارع سابقا، ولم يخرجوا اليوم، فشتان ما بين عهد “النواة” الذي كان فيه الفريق الوطني فقيرا في رصيده البشري كما المادي، وكان يتشكل من لاعبي بطولةٍ محلية رديئة المستوى، وبين العهد الحالي الذي يجد فيه السيد وليد بين يديه كل الإمكانيات المالية واللوجيستيكية الضخمة، بالإضافة إلى كوكبة النجوم الذين يمارسون في أعرق الأندية الأوروبية حتى “شاط عليه الخير”.
على ناخبنا الوطني أن يعلم أن الجمهور المغربي لا ينتقده “غير هكذاك”، بل لأنه يرى الكثير من التناقضات في قرارات تدبير الفريق الوطني، ويسجل عجزا فضيعا عن بناء منظومة لعب واضحة، ويلاحظ تفككا واضحا في خطوط الفريق، وعدم تجانس عناصره، وأخطاء بدائية في التموضع والتمرير.. وكل هذا يذكرهم بالفترة التي سبقت كأس إفريقيا للكوت ديفوار، ويتخوفون من تكرار نفس السيناريو في مناسبة قارية تراهن عليها البلاد وينتظرها العباد.
المغاربة لن يتفرجوا على السي وليد الرݣراݣي وهو “يخربق” كما شاء في الفريق الوطني، ولن ينتظروه حتى يكرر بهدلة الكوت ديفوار ويخرج بعدها في التلفزيون معتذرا.. بل سيعبرون عن مخاوفهم وعدم رضاهم على مستوى الفريق الوطني حاليا، وعلى الناخب الوطني إما أن يستمع لهذه الإنتقادات جيدا ففيها ما قد يفيده في عمله لبناء فريق وطني قوي، أو أن يضع “السوارت” ويترك المنصب لمن هو قادر عليه.