story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

وليد الرݣراݣي بين لائحتين!

ص ص

سيكون على الناخب الوطني وليد الرݣراݣي الحسم في لائحة اللاعبين الذين سيرافقونه إلى الكوت ديفوار قبل الثالث من شهر يناير المقبل، وهو التاريخ الذي حددته الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم كآخر أجل لتسليم القائمة النهائية للمنتخبات التي تشارك في “الكان” المقبل.

وكما هو معلوم نشرت الكاف قبل أيام لائحة اللاعبين الأولية التي كانت قد بعثتها الجامعات والإتحادات إلى الأجهزة المنظّمة للدورة في إجراء غريب لم يسبق إليه الأفارقة أحدٌ من العالمين.

في كل دورات كأس العالم و كؤوس الأمم القارية، عادة اللوائح الأولية للاعبين التي تبعثها المنتخبات المشاركة تبقى “سرية” في أدراج مكاتب اللجان المنظمة كإجراء إداري فقط، لأن الأهم هي اللوائح النهائية التي يحددها الناخبون الوطنيون للمنتخبات المتأهلة، و هي التي يمكن مناقشتها و التعليق على اختيارات المدربين و انتقاد تصوراتهم التقنية بشأنها.

الذي وقع لدى الرأي العام الرياضي المغربي بعد الكشف عن اللائحة الأولية التي بعثها مدرب المنتخب الوطني وليد الرݣراݣي وطاقمه إلى أجهزة الكاف، هو أنه نُظّمت الندوات و بُثت “اللايفات” و صنعت المحتويات الرقمية وقامت الزوابع “على والو “.. إذ أصبحنا نناقش لائحة أولية تضم 55 لاعبا من الممارسين المغاربة في مشارق الأرض ومغاربها، ونبحث ب “الريق الناشف” عن أي شيء في لائحة أولية موسعة، فقط من أجل أن ننتقد اختيارات الناخب الوطني وعدم إعطائه الفرصة لهذا وذاك، وبدأنا قبل الأوان في “تفراق اللغى” وتشكيل ضغوطات لا معنى لها على الطاقم التقني للنخبة الوطنية حتى قبل إعلانهم عن اللائحة النهائية التي ستدخل المعسكر الأخير قبل التوجه إلى الكوت ديفوار.

نعم من حق جميع المغاربة أن يعطوا رأيهم ويدلوا بدلوهم في شؤون منتخبهم الوطني الذي يحمل راية بلادهم، وينتقدوا اختيارات القائمين عليه وطريقة تدبيرهم لشؤونه التقنية، ولكن من الموضوعية أيضا يجب ألا ننزع من أذهاننا أن الناخب الوطني و طاقمه شغلهم اليومي الذي يتقاضون أجورهم من أجله هو التتبع الدقيق لكل لاعبي كرة القدم المغاربة و اختيار الأفضل منهم لحمل القميص الوطني، وأي اختيار إلا و أتصور أنه يتم بناءً على معطيات علمية دقيقة  وعلى مدى قدرة اللاعب على تطبيق الأفكار التكتيكية لمدرب المنتخب وجاهزيته البدنية والذهنية، الشيء الذي يمكن أن يغيب عنا كجمهور وكمحللين ووسائل إعلام.

في السابق وفي مراحل كثيرة مر بها الفريق الوطني، كان هناك فقر شديد في اللاعبين الجيدين لا داخل و لا خارج الوطن، وكنا ناذرا ما نجد لاعبا مغربيا يلعب في ناد أوربي كبير، حتى أصبح “من والا ” لاعبا دوليا. حتى مدربو المنتخب الوطني في تلك المراحل كانوا يحسمون أي صداع للرأس بجملة: “هاذ الشي اللي عطى الله” وهذا أفضل ما نملك. عكس اليوم، فهذا العدد الهائل من اللاعبين المغاربة الذين يغزون التشكيلات الأساسية لأعرق الأندية العالمية، بقدر ما أنه أفاد المنتخب الوطني بالتوفر على لاعبين من المستوى العالي جدا و القادرين على مواجهة المنتخبات العالمية الكبيرة بدون مركب نقص، بقدر ما وضع الناخب الوطني ومساعديه في صعوبة الإختيار بين لاعبَين أو ثلاثة يلعبون في نفس المركز ولديهم نفس الإمكانيات البدنية والمهارية والذهنية.

أتصور من اليوم ما الذي سيحدث بعد الإعلان عن اللائحة النهائية المتوجهة إلى الكوت ديفوار، من موجة الإنتقادات لوليد الرݣراݣي حول إقصاء هذا على حساب ذاك، وتفضيل فلان على فلان، وبعض الإتهامات بالمحاباة والإنجرار للصداقات على حساب مصلحة الفريق الوطني. لكن ولأن الكرة ” كَتحَنّْت ” كما يقال، ولأن تجربة مونديال قطر والضجة التي قامت حول بعض اللاعبين وثبت عكس ما طالب به الجمهور لازالت لم تُمح من الأذهان، أرى أنه يجب أن نترك هامشا للثقة في وليدنا الرݣراݣي الآن وندعه يشتغل في هدوء ويتحمل مسؤولية اختياراته للتشكيلة ولطريقة اللعب، وبعد نهاية كأس إفريقيا والعودة للمغرب فلنجلس لطاولة الحساب.