وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.. أبرز معالم المرحلة الأولى من اتفاق غزة

عمّت مشاعر الفرح والارتياح شوارع قطاع غزة مع ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس 9 أكتوبر 2025، بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يدخل حيّز التنفيذ ببدء وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.

وفي لحظة انتظرها الغزيون على مدى عامين، امتزجت دموع الأهالي بتكبيرات الفرح بانتهاء أيام القصف والمعاناة، فيما تسود أجواء من الترقب لما ستحمله الساعات المقبلة من خطوات لتنفيذ بنود الاتفاق على الأرض.

وإلى جانب وقف إطلاق النار، الذي لم يُحدد موعد دخوله حيّز التنفيذ حتى الآن، تشمل المرحلة الأولى تبادل الأسرى بدءاً من يوم الإثنين المقبل، وسط انتظار التوقيع الرسمي على اتفاق يُنهي الحرب الدامية المستمرة منذ عامين، والذي من المتوقع أن يتم ظهر اليوم الخميس، وفق مصدر فلسطيني نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.

ونقلت الوكالة ذاتها عن قيادي في حركة حماس قوله إن الحركة ستُفرج عن عشرين محتجزاً إسرائيلياً على قيد الحياة دفعة واحدة، مقابل إطلاق إسرائيل سراح نحو ألفي أسير فلسطيني، بينهم 250 محكوماً بالسجن مدى الحياة، و1700 اعتُقلوا منذ بدء الحرب قبل عامين.

من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المرحلة الأولى من اتفاق غزة “تعني أنه سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن قريباً جداً، وستسحب إسرائيل قواتها إلى الخط المتفق عليه، وهي الخطوات الأولى نحو سلام قوي ودائم وأبدي”.

كما أعلن مصدر فلسطيني مطّلع على المفاوضات أن عملية التبادل هذه ينبغي أن تتم في غضون 72 ساعة من بدء تنفيذ الاتفاق، مشيراً إلى أن “الاتفاق تم بموافقة جميع الفصائل الفلسطينية”.

ويقضي الاتفاق أيضاً بإدخال ما لا يقل عن 400 شاحنة مساعدات يومياً إلى قطاع غزة خلال الأيام الخمسة الأولى بعد وقف إطلاق النار، على أن تُزاد الأعداد تدريجياً في الأيام التالية، فضلاً عن عودة النازحين من جنوب القطاع إلى مدينة غزة وشمالها فور بدء التنفيذ.

وسيتطلب انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع نحو الخط الفاصل في غزة أقل من 24 ساعة من موافقة تل أبيب على الاتفاق، بحسب ما نقلته شبكة “آي بي سي” الأمريكية عن مسؤول في البيت الأبيض.

أما بخصوص المحتجزين الإسرائيليين المتوفين، فنقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول مطلع أن رفات نحو 28 محتجزاً ستُعاد على مراحل، نظراً لأن تحديد أماكن بعضهم سيستغرق وقتاً أطول.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري موافقة الجانبين على جميع بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بما يشمل وقف الحرب والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ودخول المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن التفاصيل الكاملة سيُعلن عنها لاحقاً.

ومن المتوقع أن يتوجه الرئيس الأمريكي إلى مصر خلال الأيام المقبلة. وقال ترامب في تصريحات من البيت الأبيض إنه يفكر في زيارة منطقة الشرق الأوسط بعد موافقة الجانبين على خطته.

أما المفاوضات بشأن تطبيق المرحلة الثانية من خطة ترامب، فستبدأ فور بدء تنفيذ المرحلة الأولى، وتشمل المراحل اللاحقة نزع سلاح حركة حماس وتشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية لإدارة قطاع غزة تحت إشراف دولي، إضافة إلى إنشاء “مجلس سلام” دولي برئاسة الرئيس الأمريكي، وهي بنود ما تزال بحاجة إلى مزيد من المفاوضات.