وزيرة الدفاع الإسبانية ترفض اتهام المغرب “بالتجسس” على إسبانيا
حذرت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس، أمس الثلاثاء 10 دجنبر 2024، من الهجوم المستمر الذي يشنه حزب الشعب الذي يتهم “دون أدلة” المغرب بالوقوف وراء “التجسس على هواتف أعضاء الحكومة الإسبانية، بما فيها هاتف رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز”.
وجاء ذلك خلا خلال رد روبليس على سؤال شفوي قدمه نائب برلماني عن حزب الشعب بمجلس النواب الإسباني، بشأن مدى تقدم التحقيق في قضية التجسس، والذي أُعيد فتحه في أبريل الماضي من قبل القضاء الإسباني، حيث أصر نواب الحزب، على وجود علاقة محتملة بين هذه القضية و”تغيير المواقف في بعض القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية لإسبانيا، مشيرين بذلك إلى الدعم الإسباني في 14 مارس 2022 لخطة الحكم الذاتي المغربية في الأقاليم الصحراوية للمملكة.
وفي هذا السياق، رفضت روبليس بشكل قاطع “الاتهامات الموجهة ضد المغرب”، داعية نواب حزب الشعب إلى “الحذر” عند الإدلاء بتصريحاتهم في مقر السيادة الشعبية، مضيفة أنه “يجب أن نكون محترمين، وأن نترك القضاء ليتولى مسؤوليته في هذا الملف”.
كما أكدت روبليس أن “اتهام المغرب في هذا الملف بدون التوفر على دلائل يشكل استغلالاً غير مسؤول لقضية حساسة”، داعية إلى ضرورة احترام سيادة القانون والعدالة في مثل هذه الأمور المعقدة.
ويشار إلى أن إسبانيا أغلقت في يوليو 2023 التحقيق في قضية التجسس على هاتف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز ووزراء آخرين، حيث كان قاضي التحقيق المكلف بالقضية قد برر قراره بـ”الرفض المطلق” من إسرائيل للتعاون في التحقيق، غير أن تلقي معلومات جديدة من السلطات الفرنسية قد أدى إلى استئناف التحقيق في أبريل الماضي.
حيث جاء في تقرير نشرته الصحيفة الإسبانية “إسبانيول”، التي زعمت بناء على “مصادر عسكرية من داخل مليلية”، أن “جنودا مغاربة قاموا يوم الأحد 10 مارس 2024، بتركيب لاقط هوائي كبير مزود بكابلات محورية وألياف ضوئية، على سطح بناء قديم على مستوى السياج الفاصل بمنطقة بني أنصار بإقليم الناظور، وهو ما يقابل الثغر المحتل”.
واعتبرت ” إسبانيول” أن ذلك قد يكون من أجل “التنصت على اتصالات الحرس المدني الإسباني والشرطة الوطنية، والجيش ثم جهاز المخابرات المركزية والسياسيين الإسبان” نقلا عما قالت إنه مصدر استخباراتي.
وفي قراءة للصور التي تمكنت الصحيفة الإسبانية من الحصول عليها، قالت إنها تمكنت من رصد ثلاثة جنود مغاربة، على الأقل، وهم يقومون بتثبيت لاقط هوائي طوله يبلغ المترين أو أكثر، مؤكدة أن “دوره الأساسي هو التقاط ترددات الأصوات بالمدينة المحتلة إضافة إلى التحكم والتدخل في الاتصالات”.
التساؤلات حول ماهية تحركات المغرب، نقلتها الصحيفة إلى وزارة الداخلية الإسبانية، التي نفت بدورها التوصل بأي طلب إذن لتركيب الهوائيات على الحدود الفاصلة، مؤكدة أن “القيادة العسكرية لمليلية المحتلة لها دراية كافية بهذه العملية”.
مصادر أخرى بمدينة الناظور المغربية، أكدت لـ”إسبانيول”، أن هذا اللاقط الهوائي خاص بنقل إشارات ترددات اتصالات الراديو بين القوات المغربية المنتشرة على طول السياج الفاصل، وهي خاصة حصرا بالجيش، إذ لا يمكن حتى للشرطة الوصول إليها”.
هذه التكنولوجيا، محمية بطريقة تسمح بإرسال إشارات نظيفة دون تداخل أو ضوضاء كهربائية، كما أنها تستخدم في شبكات التلفزيون وفي أنظمة المراقبة بالفيديو، إلى جانب أنه يمكن لكابل الألياف أن يقرأ الكلمات المنطوقة على بعد أكثر من كيلومتر واحد، حسبما أثبتته تجارب في الصين، إذ يكتشف الجهاز التغيرات التي تحدث في الضوء عندما يتحدث شخص ما بالقرب من الألياف الضوئية، حسب الصحيفة الإسبانية.