story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

“وادي الأبقار”.. اكتشاف جديد يوثق لقرون من الحضور البشري في تافراوت

ص ص

أعلن المركز الوطني للنقوش الصخرية التابع لمديرية التراث الثقافي بأكادير عن اكتشافه موقعاً قديماً في تافراوت المولود، بإقليم تيزنيت.

وتضم المنطقة التي أُطلق عليها “أسيف ن إيزغارن” أي “وادي الأبقار” باللغة الأمازيغية، نقوشاً صخرية غير مسبوقة، تتميز بتفاصيل دقيقة للأبقار المدجَّنة، وهو ما يشهد على قرون من الحضور البشري والتعبير الفني، مما يلقي الضوء على جانب هام من هذا التراث في المغرب.

وقال المركز الوطني للنقوش الصخرية، في بلاغ اطلعت عليه صحيفة “صوت المغرب”، إن بعثة مكوَّنة من مدير المركز منتصر لوكيلي، والباحثين المتعاونين عبد الهادي إواكي وجمال البوقاع، تنقَّلت بفضل أبناء إقليم تيزنيت والمتعاونين مع المركز، يوم الأربعاء 30 يوليوز 2025، إلى جماعة تافراوت المولود بإقليم تيزنيت.

وأشار المركز إلى أن البعثة عاينت مدى الغنى والتنوع في النقوش الصخرية التي يضمها موقع تيوينغت، والذي “توافق الباحثون على أن يطلقوا عليه اسم وادي الأبقار «Assif n’izgaren»”، والذي لم يسبق أن تناولته أي دراسة أو فهرسة أو حتى إشارة.

ويأتي اسم الوادي الذي اقترحه الباحثون نسبةً إلى الزخارف الغالبة التي عُثر عليها في النقوش.

وأوضح المركز أن النقوش المُستكشفة، “والتي تؤثث فضاء الموقع، تتميز بدقتها وحسن تصويرها لمشاهد الأبقار المدجَّنة بأحجام مختلفة، وكذلك توالي بعض الرسوم وتراكب بعضها فوق بعض”.

ويعتبر الباحثون أن توالي الرسوم “يدل على وجود بشري متواصل عبر الزمن”، وهو ما “يحتِّم قراءةً استراتيغرافية تتضح معها معالم التاريخ المناخي وتطوُّر مهارات الإنسان، ليس فقط في الرسم والنقش، ولكن في فن العيش واستلهام البيئة”.

وذكر المركز أن بالموقع أيضاً نقوشاً حديثة “تصوِّر بعض مظاهر العصرنة مثل السيارات أو الوجوه الآدمية”، في لوحة تؤكِّد ما جاء على لسان فريدريك أمبر: “النقوش تجذب النقوش”، بحسب البلاغ ذاته، “ما يدل على استمرارية الاهتمام بالصفائح الحجرية وحضورها في المخيال الجمعي منذ قرون خلت وحتى يومنا هذا”.

وشدَّدت المؤسسة على أنه من خلال جرد وتوثيق موقع وادي الأبقار، يكون المركز الوطني للنقوش الصخرية “قد وضع لبنة جديدة في صرح التراث الصخري المغربي”.

وأعرب في هذا الصدد عن أمله في أن يجد هذا التراث مكانته التي يستحقها، “وأن يُحافَظ عليه ويُتاح للأجيال المقبلة التمتع بجواهره ولآلئه”.

ويُذكر أن المركز الوطني لتراث الفن الصخري (CNPR)، الكائن في مدينة أكادير، يُعنى منذ تأسيسه سنة 1994 بتوثيق ودراسة وحماية هذا النوع من الفن في المغرب.