story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

هلال: خيار الاستفتاء دفن قبل ربع قرن والقرار الأممي انتصار تاريخي للمغرب

ص ص

أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن القرار الأخير لمجلس الأمن يمثل انتصارا تاريخيا للمملكة المغربية، ويكرس بشكل واضح الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع حول الصحراء المغربية ضمن السيادة الوطنية، مشددا على أن خيار الاستفتاء “لم يعد مطروحا”، وأن الأمم المتحدة دفنته منذ ربع قرن.

وأوضح هلال، في حوار مع قناة الغد يوم الثلاثاء 12 نونبر 2025، أن هذا القرار يشكل نقطة فاصلة، ويقطع الطريق على كل القرارات السابقة التي “لم تحقق تقدما ملموسا”، مضيفا أن المغرب يعتبره “بداية لمسار تفاوضي جاد” يهدف إلى حل مقبول من جميع الأطراف.

وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن القرار الأممي أعاد تأكيد الحكم الذاتي 6 مرات في الديباجة و الفقرات ، مما يعكس أهمية هذا الخيار ووضوحه كأساس للمفاوضات المقبلة، مؤكدًا أن أي مقاربة أخرى خارج هذا الإطار “لن تكون مقبولة”.

وشدد هلال على أن المغرب “مستعد للدخول في مفاوضات مباشرة مع الأمم المتحدة ودي ميستورا”، بهدف الوصول إلى اتفاق سياسي تفاوضي يعزز الحكم الذاتي ويضمن وحدة التراب الوطني، معتبرا أن العملية ستتم وفق روح “الواقعية والجدية السياسية” التي أرسى أسسها الملك محمد السادس منذ سنوات.

وأشار السفير إلى أن خيار الاستفتاء “لم يعد مطروحا”، وأن الأمم المتحدة دفنته منذ ربع قرن، معتبرا أن المجتمع الدولي سبق أن حل نزاعات عديدة دون العودة إلى هذا الخيار، مؤكدًا أن “الحكم الذاتي هو الحل النهائي والمعترف به دوليا”.

وأضاف هلال أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدمت عام 2007، تحظى بدعم نحو 120 دولة حول العالم، بما فيها 25 دولة أوروبية وثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن، مؤكداً أن هذا الدعم الدولي يعكس “اعترافا واضحا بمشروعية المقاربة المغربية”.

وأبرز المندوب الدائم أن المغرب لم يضع أي قيود على تطوير الأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن المملكة خصصت منذ عشر سنوات أكثر من 10 مليارات دولار للاستثمار في البنية التحتية والتنمية الاقتصادية والاجتماعي”، بما في ذلك الموانئ، الطرق، المطارات، المستشفيات، والمدارس، لضمان الرفاهية والمساواة لجميع المواطنين.

كما أكد هلال أن التنمية في الصحراء “لن تكون رهينة المفاوضات السياسية”، وأن كل مواطن صحراوي له الحق في العمل، الصحة، الأمن، والتعليم، كما أشار إلى أن المغرب يسعى لتمكين العائدين من مخيمات تندوف من العودة إلى أرضهم “بكرامة وضمانات دولية”.

وأشار إلى أن المفاوضات المقبلة ستتم وفق المبادئ المتفق عليها، مع الحفاظ على “الثوابت السيادية” للمملكة، مثل الحدود والدفاع والعلم الوطني، مشدداً على أن المغرب “لن يقبل أي تجاوز لهذه الثوابت”.

وأوضح هلال أن المغرب مستمر في مد يده للتعاون وحسن الجوار مع الجزائر وجيرانه الإقليميين، مع التأكيد على أن الحل السياسي للنزاع يجب أن يكون “توافقيا ومتوازنا يحفظ حقوق جميع الأطراف”.

وشدد المتحدث على أن المغرب مستعد لمواجهة جميع التحديات السياسية والاقتصادية في المنطقة، مع تطوير قدراته الوطنية وتعزيز الأمن والاستقرار في الصحراء، مؤكداً أن “الحكم الذاتي يثبت فعاليته كنموذج لإدارة الأقاليم الجنوبية”.

وأبرز هلال أن مجلس الأمن في قراره الأخير أقر بما قدمه المغرب، وأن المبادرة المغربية للحكم الذاتي “ليست أحادية”، و إنما تتيح لجميع الأطراف المشاركة في النقاش، مع الالتزام الكامل بالمبادئ الدولية وحقوق الإنسان.

واختتم المندوب الدائم بالقول إن المغرب ماضٍ في تنفيذ استراتيجياته التنموية والسياسية في الصحراء، وأن كل الإجراءات المتخذة تهدف إلى تعزيز الاستقرار، تمكين المواطنين، وضمان وحدة التراب الوطني، مؤكداً أن المملكة “ستواصل الدفاع عن سيادتها وتحقيق مصالح ساكنة الأقاليم الجنوبية”.