story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رأي |

هل يعيد السنوار سيناريو المختار!؟

ص ص

عقب اختيار السنوار خلفا لهنية على رأس حركة حماس يتبادر إلى الأذهان السؤال: هل هذا مؤشرا على أن زمن الديبلوماسية في الخط السياسي لحماس انتهى، وأن الخيار الوحيد والأوحد اليوم هو السلاح !؟

الأمر على قدر ما فيه من الأمل على قدر ما فيه من التخوف، لأن السؤال يحيلنا على سيناريو مقاومة بدون جناح ديبلوماسي!

فإذا كان هذا الطرح صائبا، فنحن اليوم نعيش سيناريو المقاومة الليبية أمام الاحتلال الإيطالي لكن بالكوفية الفلسطينية عوض الجرد الليبي.

روما لجأت إلى جدار الأسلاك الشائكة مع إنزال الدبابات في الصحراء والغاز السام في الجبال لمحاصرة عمر المختار، وفي النتيجة تم اعتقال المختار وإعدامه علنا…

طبعا بعدها دخلت ليبيا في مسلسل ضبابي غير واضح، حيث اضطر السنوسي إلى اللجوء لبريطانيا والانضمام إلى الحلفاء في الحرب الثانية والقصة المعروفة إياها…

صحيح أن المقاومة حق الشعوب المحتلة، لكن بدون جناح ديبلوماسي نحن لا نتحدث إلا عن الانتحار.

وتحضرني اليوم أمام هذا المشهد، كلمة للمختار في مواجة غزو الإيطاليين للكوفرة حين كان الجميع يشجعه على الاشتباك المباشر لصد الإيطاليين فقال: “من الأشجع أحيانا ألا يموت المرء.. ماضاع قد ضاع”.

وهذا كان يترجم خطته حينها التي كانت تعتمد على الهجوم شمالا عوض المواجهة جنوبا، لأنه كان يدرك أن المواجهة تعني الانتحار، وكذلك كان مصير من اختار المواجهة في الكوفرة حينها.

صحيح أن مستوى المقاومة تطور وأداؤها فاجأ الجميع، صحيح أن السنوار أبان عن حنكة قتالية وشخصية عسكرية متفردة..

لكن.. اعتماد حماس على السلاح بدون جناح ديبلوماسي، يعني أن عملية التفاوض ستوكل إلى الطرف الثالث، والذي سيضيف مصلحته طبعا إلى الخلطة وفي هذه الحال يصعب ضمان إيجابية النتيجة لصالح الشعب الفلسطيني.

أكرر.. المقاومة حق لا نقاش فيه، لكن بدون جناح ديبلوماسي لن تكون إلا انتحارا، صدق المختار حين قال “من الأشجع أحيانا أن لا يموت المرء.. ماضاع قد ضاع!”.

*أنس لغنادي: صحافي