البوليساريو متورطة في قصف السمارة
في انتظار الكلمة الفصل من السلطات المغربية حول مصدر “المقذوفات المتفجرة” التي أودت بحياة مغربي وجرحت ثلاثة آخرين بالسمارة، ليلة السبت الأحد 28-29 أكتوبر الجاري، ترجح مؤشرات أن الأمر يتعلق بهجوم نفذته البوليساريو ضد المملكة في سياق حربها المعلنة من جانب واحد منذ نونبر 2020.
وقضى شاب ينحدر من مدينة سيدي يحيى الغرب، في بداية الثلاثينيّات، في الحادث المأساوي بعدما أصيب بأحد المقذوفات وهو في اتصال هاتفي بسطح منزل عائلته التي جاء لزيارتها رفقة والدته.
وفي بيان عسكري أمس الأحد 29 أكتوبر الجاري، أكدت الجبهة استهداف “قطاعات المحبس والفارسية والسمارة” ، في وقت تحدثت فيه مصادر محلية، لموقع مجلة “ماروك إيبدو”، عن اعتراض المنظومات الدفاعية للقوات المسلحة الملكية لمقذوفات أطلقتها البوليساريو، مشيرة إلى أن ما تساقط على البيوت هو من مخلّفات تلك المقذوفات.
وفي وقت استبعد فيه موقع “ماروك إيبدو” فرضية أن الانفجارات ناجمة عن صواريخ أطلقتها البوليساريو مباشرة نحو المدينة، أي من داخل الجدار العازل، أشارت تحليلات أخرى إلى احتمال توغل عناصر البوليساريو داخل الأراضي المغربية.
وفي هذا الصدد، اعتبر منتدى “فار ماروك”، المتخصص في تتبع أخبار القوات المسلحة الملكية، أن “بُعد مدينة السمارة بأزيد من 40 كيلومترا عن الحزام الأمني” يجعل فرضية استهدافها بقذائف غراد ذات مدى يتراوح بين 20 و 25 كيلومترا غير ممكن”.
و”حتى ان امتلكت الميليشيات أحد نسخ گراد بمدى 40 كيلومترا، فهي غير قادرة على استهداف المدينة انطلاقا من المناطق العازلة. الحديث عن معطيات تقنية مثل مدى 54 كيلومتر لمثل هذه المقذوفات أمر مجانب للصواب”، يقول منتدى الجيش، مضيفا “المنشآت العسكرية لم يتم استهدافها خلال هذا الهجوم ذو الطابع الإرهاب”.
ونشر منتدى “فار ماروك” صورا لحفرة في الأرض من المرجح أنها ناجمة عن ارتطام إحدى القذائف وحطاما معدنيا، فيما أظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي انهيار جزء من سقف أحد المنازل.
وفي تقريره الأخير حول الصحراء، سجّل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ما لا يقل عن 550 حادث إطلاق نار تقف وراءه جبهة البوليساريو وتقارير عن 19 ضربة جوية من المحتمل أن القوات المسلحة الملكية نفذتها شرق الجدار الرملي ما بين أكتوبر 2022 وأكتوبر 2023.
التقرير أحصى أيضا سقوط قرابة 13 قتيلا في صفوف البوليساريو في تواريخ متفرقة تمتد من نونبر 2022 إلى 1 سبتمبر 2023 في ضربات جوية من المحتمل أن المغرب نفذها شرق الجدار.
وأعلنت البوليساريو العودة لحمل السلاح في وجه المملكة منذ نونبر 2020 بانسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار الموّقع مع المغرب برعاية أممية سنة 1991.
وحسب السلطات المحلية، وقعت الانفجارات الأربعة بحي لازاب “ZAP” وحي السلام والحي الصناعي (انفجاران).
وكلّف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون، أمس الأحد، الشرطة القضائية المختصة بإجراء بحث قضائي في الحادثة للكشف عن مصدر وطبيعة المقذوفات المتفجرة.
وذكرت البوليساريو، في بيان عسكري أمس، أنها نفذت “هجومات جديدة بقطاعات المحبس، السمارة والفرسية”، “بأقصاف مركزة وعنيفة” على هذه المدن.
وتتزامن هجمات واستفزازات البوليساريو ضد المغرب مع صدور قرار جديد لمجلس الأمن الدولي حول تمديد ولاية بعثة المينورسو عاماً آخر حتى أكتوبر 2024.
ومن المرتقب ألا يتضمن القرار الذي سيصدر اليوم 30 أكتوبر 2023 مستجدات مقارنة مع آخر قرار للمجلس رغم محاولات الجزائر، عبر حليفتيها روسيا وموزمبيق بمجلس الأمن، التنصيص على تعديلات من قبل ربط تقرير المصير ب”الاستفتاء” أو فصل المغرب والبوليساريو عن الجزائر وموريتانيا في لغة القرار.