story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

هزائم خفية!

ص ص

وسط هذه الأضواء المسلطة على المنتخب الوطني لكرة القدم، و في ظل انتظارات المغاربة من لاعبي وليد الرݣرأݣي الذين سيخوضون بعد أيام رهان العودة من الكوت ديفوار بإنجاز إفريقي يؤنس لقب الحبشة اليتيم، لم ينتبه أحد لمشاركة الفريق الوطني المغربي لكرة السلة في البطولة العربية التي تحتضنها العاصمة المصرية القاهرة خلال هذه الأيام.

و لِعلم من يعشقون هذه الرياضة بالمغرب و هم كثيرون، فالفريق الوطني قد خرج أول أمس خاوي الوفاض من الدور الأول بعدما لعب في مجموعة ضمت تونس و الإمارات و الكويت بالإضافة إلى البلد المنظم مصر، و انهزم أمامهم جميعا بفارق كبير من النقاط، و بآداء كارثي على جميع المستويات.

هذه المشاركة الهزيلة جاءت بعد بصيص الأمل الذي لاح في هذه الرياضة عقب فوز منتخب كرة السلة للمحليين ببطولة إفريقيا في أنغولا خلال شهر يوليوز الماضي، و التصريحات التي خرجت مؤكدة أن قطار “الباسكيط” قد تم وضعه على سكته الصحيحة هذه المرة، و تم الحديث وقتها عن التطور و النقلة النوعية و استعادة العافية.

لو كان المنتخب الوطني الذي شارك في القاهرة قد انهزم فقط أمام مصر و تونس، فيمكن أن نجد لذلك تبريرا يعرفه العارفون، و هو أن بلدان شمال إفريقيا “من بكري” و هم أكبر منافس للمغرب في الرياضات الجماعية، وعادي جدا أن ننهزم أمامها اليوم كما كنا نفعل حتى في أقوى فترات انتعاش كرة السلة المغربية.

أما أن ننهزم أمام بلدان خليجية لم تدخل إليها رياضة كرة السلة إلا في السنوات الأخيرة، و نحن الذين سبقنا إليها منذ ستينيات القرن الماضي، و مارستها أجيال عديدة خرج منها نجوم لازالت ذاكرة الجمهور الرياضي تحفظ أسماءهم بكثير من الحسرة و الحنين إلى الأزمنة الجميلة ل “رياضة المثقفين” كما يلقبونها، فذلك يعني أن “شي حاجة ما راكباش”.

كرة السلة المغربية عاشت حربا أهلية طاحنة بين مكوناتها لمدة طويلة و تسببت في تعطيل الممارسة لنحو سنتين، و عاشت في ظل لجنة مؤقتة أشرفت على تصريف أعمالها في ظل انتقادات كثيرة، و عانت من تجاذبات و فراغات قانونية مخجلة، هذا الوضع المضطرب كان أبرز ضحاياه هم الفئات الواسعة من الممارسين المنتشرين في الأندية و المؤسسات التعليمية على امتداد أرجاء الوطن، إضافة إلى الجمهور العاشق لكرة السلة الذي افتقد أجواء القاعات و فرجة المباريات.

هزائم المنتخبات الوطنية لكرة السلة وباقي الرياضات الجماعية أمام بلدان لا تاريخ لها في هذه الألعاب، يفضح الوضع البئيس الذي أصبحت عليه هذه الرياضات التي تراكم عقودا من الوجود في المغرب، وآن الأوان للدولة أن تتحمل مسؤوليتها وتنظر لجهتها قليلا، وأن تُقِيم شيئا من العدل في توزيع ميزانيات الدعم العمومي بين الجامعات الرياضية، والإستثمار في منتخباتها هي الأخرى لكي تساهم بنصيبها في “تحمير” الوجه، على غرار ما يتم مع منتخبات كرة القدم .