نشطاء يحذرون المغرب من المشاركة في قوة دولية بغزة: “ستكون حماقة”
وسط حديث عن إنشاء قوة عسكرية عربية لتسيير قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي وتعبير السعودية عن استعدادها للمشاركة فيها، حذر نشطاء من قبول المغرب بهذه الخطوة والمشاركة فيها.
وقالت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع اليوم الثلاثاء 9 يوليوز 2024 إن الإدارة الأمريكية تعمل جاهدة لإعداد خطة تتلخص في “احتلال غزة من طرف قوات دولية”؛ وذلك بهدف قطع الطريق على المقاومة الفلسطينية والسيطرة على قطاع غزة بإشراف شكلي من طرف السلطة الفلسطينية.
وبالنظر لاقتراح المملكة العربية السعودية نفسها صراحةً كطرف مرشح للمشاركة في تلك القوات، وأخذا بعين الاعتبار لعلاقات للمغرب مع السعودية وإسرائيل وأمريكا، تساءلت الجبهة عن نوايا الدولة المغربية بخصوص هذا الإعلان وعن خلفيات كشف توفر القوات المسلحة المغربية على وحدات متخصصة في حرب الأنفاق، وعن مدى الاستعداد الرسمي للمشاركة في مثل هذه القوات.
وحذرت الجبهة السلطات المغربية مرة أخرى من مغبة الاصطفاف إلى جانب الموقف السعودي وقبول المشاركة في قوة تتدخل في غزة لمنع المقاومة، معتبرة المشاركة “حماقة أخطر من السابقة”، في إشارة إلى استقبال السفينة العسكرية الإسرائيلية في ميناء طنجة قبل أسابيع.
وأكدت الجبهة، على أن مقاومة المغاربة للتغلغل الإسرائيلي في المغرب لن تتوقف، مؤكدة إدانتها لأي تعاون عسكري مع إسرائيل، وعلى أنها “لن تقبل أبدا بأية مساومة في هذا الباب”.
خطوة سعودية بعد تحفظ
وبعدما كانت متحفظة على إرسال قوات دولية تابعة للأمم المتحدة إلى غزة قبل أشهر، باتت السعودية تدعم مثل هذه الخطوة التي تعارضها حماس والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها.
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، قد أكد خلال جلسة نقاشية للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في مدريد، الجمعة، أن المملكة تدعم فكرة نشر قوات دولية بقرار أممي بقطاع غزة.
وقال فيصل بن فرحان إن مثل هذه القوات الدولية تأتي لدعم السلطة الفلسطينية بالسيطرة على القطاع الذي يشهد حربا مدمرة منذ 9 أشهر.
وزير الخارجية السعودي نفسه سبق أن تحفظ على هذه الفكرة في يناير الماضي، بعد أن قال في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية إن الأولوية لحل القضية الفلسطينية من جذورها.
المغرب يدرس
الحديث عن دراسة المغرب للمبادرة الأمريكية ليس جديدا، حيث سبق ونشرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في شهر ماي 2024، عن دراسة دول عربية للمبادرة، من بينها المغرب، غير أن المسؤولين في الرباط لم يعلقوا على الموضوع.
وكشف اليومية البريطانية أن مصر والإمارات العربية المتحدة والمغرب يدرسون هذه المبادرة، مبرزة أن دولا أخرى رفضت آنذاك، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، نشر قوات على الأرض خوفًا من أن يُنظر إليها على أنها متواطئة مع إسرائيل، لكنها منفتحة على وجود قوة دولية تعمل في القطاع.
وأضافت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن البيت الأبيض “ليس على استعداد لنشر قوات أمريكية كجزء من أي قوة لحفظ السلام”، وذلك وفقًا لعدد من المسؤولين الغربيين والعرب الذين اطلعوا على المناقشات.
ونقل أحد المسؤولين الغربيين، أن “الدول العربية قالت إن قوة حفظ السلام يجب أن تقودها الولايات المتحدة، لذا تحاول أمريكا التوصل إلى كيفية قيادة هذه القوة، لكن دون أن تكون قواتها العسكرية على الأرض في قطاع غزة”.
وأوضح المصدر ذاته، “أن ثلاث دول عربية أجرت مناقشات أولية، بما في ذلك مصر والإمارات العربية المتحدة والمغرب، لكنها تريد أولا أن تعترف الولايات المتحدة بالدولة الفلسطينية “.