story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

نجوم في طريقة عقيمة!

ص ص

سيأتي ابراهيم دياز إلى معسكر الفريق الوطني هذا الشهر، وسيأتي معه لاعبون جدد لأول مرة، وستتغير الكثير من الوجوه في تشكيلة وليد الرݣراݣي، وستعطى الفرصة لأول مرة للاعبين متألقين مع أنديتهم، ضمن التغييرات المنتظرة التي وعد بها الناخب الوطني عقب المشاركة الهزيلة في كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار.

لكن ماذا عن أهم سبب في الإخفاق الأخير الذي هو طريقة اللعب؟ هل سيستمر وليد في تقديسه للطريقة التي أوصلته لنصف نهائي كأس العالم أمام المنتخبات العتيدة، وتسببت في خروجه المذل أمام منتخبات عادية في أمم إفريقيا؟ وهل سنشاهد مرة أخرى لاعبي الفريق الوطني “معذبين” في مراكزهم داخل طريقة أثبت الزمن أنها لم تكن تصلح سوى في مونديال قطر، وأن إفريقيا تطلب التوفر على بدائل تكتيكية متنوعة.

عبر تاريخ الفريق الوطني المغربي قاريا، لم يكن المشكل في اللاعبين، بدليل أننا جربنا في مناسبات متوالية من المحليين العاديين إلى النجوم الذين يمارسون في أعرق الأندية العالمية، لكن دائما ما كانت النتيجة واحدة ألا وهي الإقصاء والخروج المبكر صِفر اليدين، لأنه دائما عندما نفشل، نذهب مباشرة إلى تغيير المدرب أو اللاعبين أو هما معا ونأتي بوجوه جديدة، ولا نذهب للبحث في الأسباب التقنية والذهنية الأخرى والوصول إلى الطريقة المناسبة التي تفتح لنا باب التفوق القاري.

دائما ما كان الجمهور المغربي يستغرب كيف أن العديد من اللاعبين يتألقون مع أنديتهم، وعندما تتم المناداة عليهم للفريق الوطني يظهرون بشكل باهت ولا يقدمون أية إضافة للتشكيلة ويرتكبون أخطاء المبتدئين، وغالبا بسبب أنهم لا يجدون الطريقة والإنسجام والعمل التقني والتكتيكي الذي يتركونه في أنديتهم، ويتم توظيفهم بشكل سيء في طريقة لعب لا تستخرج كل مؤهلاتهم، ولنا في أمين عدلي ويوسف النصيري وإسماعيل الصيباري وبلال الخنوس وآخرون، نموذجا لهذا المعطى.

سر قوة أي مدرب هو كيفية البحث عن الطريقة التكتيكية وخطة اللعب التي تناسب اللاعبين الذين يتوفر عليهم، وتستخرج منهم أفضل ما لديهم، وليس العكس، أي البحث عن اللاعبين الذين يصلحون لخطته الوحيدة التي لا يتقن غيرها، لذلك فأي مَطالِب للجمهور بالمناداة على لاعب يتألق مع ناديه للمنتخب الوطني، يجب قبل ذلك طرح السؤال التالي.. هل ستساعده طريقة لعب المنتخب على الظهور بنفس مستواه في النادي، أم سيتحول إلى لاعب إضافي في قائمة اللاعبين “اللي ما صالحينش” والذين يتهمون أنهم واحد من أسباب الفشل والإقصاء.

عندما أرى هذه الهالة المضروبة على قدوم إبراهيم دياز للفريق الوطني، كأننا “صافي” وجدنا أخيرا اللاعب الذي سينهي كل نواقصنا الكروية، وسننهي به كل النحس الذي رافق هذا المنتخب منذ عقود.. الأمر يتوقف الآن على وليد الرݣراݣي، وهل لديه القدرة على تغيير طريقته المغرقة في الرجوع إلى الخلف، واعتماد طريقة هجومية تعيد توظيف لاعبيه العالميين الذين يحلم أي مدرب بوجودهم داخل تشكيلته.

مشكلنا في المنتخب الوطني لم يكن منذ تأسيسه مشكلَ لاعبين، بل عدم وجود من يتقن اختيار الطريقة التي تضعهم فوق الميدان، وهذا ما ننتظره من ناخبنا الوطني.