مهندسان مغربيان يتوصلان لتقنية “عزل زلزالية” حديثة لأول مرة بالمغرب
بعد حوالي سنة على الزلزال المدمر الذي عاشت على وقعه مناطق واسعة من المغرب، أعلن مهندسان مغربيان من خريجي المدرسة المغربية لعلوم المهندس في الرباط عن نتائج أبحاثهما لتزويد المغرب ولأول مرة بعوازل زلزالية تهدف إلى تحسين مقاومة المباني للأحداث الزلزالية.
وفي حديثه مع “صوت المغرب” اليوم الجمعة 19 يوليوز الجاري، قال المهندس أسامة حميش إنه شرع رفقة زميله في المشروع ياسين لبيوي في العمل هذا الموضوع قبل زلزال الثامن من شتنبر الذي ضرب مناطق واسعة من المغرب.
لكنه بالمقابل من ذلك أكد أن هذا المشروع رأى النور في وقت ازداد فيه الاهتمام بالهياكل المقاومة للزلازل”. ولذلك اشتغل المهندسان على تطوير عمليات حسابية ديناميكية تهدف إلى تطوير كتالوجات لتصميم العوازل الزلزالية.
وقال المهندس أسامة حميش إن “هذه العوازل مصممة لتناسب المناطق الزلزالية في المغرب بهدف تحسين أمان وديمومة البنية التحتية في مواجهة الأحداث الزلزالية المستقبلية مع تحسين التكاليف” على حد توضيحه.
ولأن هذا المشروع الذي طوره أسامة وياسين يعد الأول من نوعه في المغرب، أكد المتحدث إياه “أنهما قاما بمراسلة الجهات المعنية من أجل حفظ حقوق ملكية بحثهما والنتائج التي تم التوصل إليها “.
ويطمح الشابان إلى أن يتم استثمار هذه النتائج في عمليات إعادة الإعمار بالمناطق المتضررة من زلزال الثامن من شتنبر المدمر.
ويقترح المهندسان أن يتم إعادة النظر في النصوص القانونية التقنية المتعلقة بالبناء، بإعادة مراجعة ضوابط البناء المضاد للزلازل وفق آخر ما تم التوصل إليه في هذا المجال.
وقد ركزت أبحاث المهندسين على دراسة السلوك الديناميكي للهياكل، سواء كانت معدنية أو خرسانية أو مختلطة، في مواجهة الزلازل الشديدة.
وقال الشابان في بلاغ عن مشروعهما توصلت “صوت المغرب” بنسخة منه إنه “سمحت لهما هذه الدراسات بإظهار أهمية العزل الزلزالي كتقنية مبتكرة وفعالة، قادرة على تقليل الأضرار الهيكلية وحماية المباني الهامة”.
ومن الناحية الفنية وفق التوضيحات ذاتها، لا يقتصر العزل الزلزالي على حماية الهياكل فقط، بل يعزز ديمومتها مع توفير كبير في المواد والتكاليف.
بالإضافة إلى ذلك، تتيح هذه التقنية، التي أثبتت فعاليتها في دول أخرى، تصميم هياكل فوقية أكثر اقتصادية ومرونة، تلبي متطلبات الأمان الزلزالي، خاصة في المناطق ذات الخطورة العالية، يقول الشابان.
وأضافا مفسرين أن “الأجهزة الزلزالية تلعب دوراً حاسماً في تقليل المخاطر الزلزالية فهي تمتص وتشتت الطاقة الزلزالية، مما يقلل من تأثيرها على الهياكل”.
واستناداً إلى هذا الاستنتاج، توصي الدراسة التي أجراها الشابان المغربيان “بدمج أنظمة العزل الزلزالي في تصميم المباني”، موضحة أن “هذه الأنظمة لا تضمن فقط أمان وديمومة البنية التحتية، بل تقلل أيضاً من تكاليف البناء والإصلاح بعد الزلازل”.
ويرى المهندسان أن “هذه المقاربة المبتكرة للحماية الزلزالية، التي توصي بها دراستهما العملية، تعد بتحويل طريقة تصميم وبناء المباني”.
وشجعا الشابان المهندسين والمعماريين المغاربة على تبني هذه التقنيات المتقدمة لبناء مستقبل أكثر أماناً واستدامة في مواجهة الزلازل. معتبرين “هذا المشروع الجديد نقطة تحول حاسمة في إدارة المخاطر الزلزالية في المغرب، ويفتح الطريق لإصلاح جديد لضمان أمان واستقرار البنية التحتية في البلاد”.