مهدي كسوة: نهضة بركان مثال للتخطيط الإداري الناجح والاستقرار الفني

يواصل فريق نهضة بركان فرض نفسه على الساحة الوطنية والقارية، بعدما توج بلقبه الأول في البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، مؤكداً في نفس الوقت تفوقه في موسم كروي استثنائي أنهاه في الصدارة قبل خمس جولات من نهاية الموسم ولم يتذوق فيه طعم الهزيمة إلا في مباراة واحدة.
الفريق البرتقالي، الذي قدم مستويات ثابتة، نجح في حسم اللقب عقب تعادله أمام اتحاد تواركة (1-1) في الجولة الـ25، ليضيف لقب البطولة الاحترافية إلى سلسلة إنجازاته المحلية والقارية.
وبصم الفريق البركاني على مشوار قوي هذا الموسم جعله الأقوى هجومياً ودفاعياً، إذ سجل الفريق 40 هدفًا واستقبل 10 فقط، محققًا 18 انتصارًا مقابل 6 تعادلات وهزيمة وحيدة.
ولم يكتفِ بحصد النقاط فقط، بل فرض نفسه أمام أبرز الفرق الوطنية، منتزعًا انتصارات حاسمة ضد كل من الرجاء والوداد والجيش الملكي، ما عزز مكانته كأحد أكثر الفرق استقرارًا وثباتًا في الأداء خلال الموسم الكروي الحالي.
وفي قراءته لهذا الإنجاز، شدد الإطار الوطني والمحلل الرياضي مهدي كسوة، على أن نجاح نهضة بركان لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة تخطيط إداري محكم ورؤية واضحة.
وقال كسوة خلال حديثه مع صحيفة “صوت المغرب”: “النجاح الرياضي لا يمكن فصله عن النجاح الإداري. ما يميز نهضة بركان هو حسن تدبيره لاختيار الأشخاص المناسبين في المناصب الصحيحة، إلى جانب توزيع المهام بشكل واضح داخل النادي” مبرزا أنه “من الصعب تحقيق نتائج إيجابية دون وجود إدارة قوية واستراتيجية واضحة المعالم.”
وأشار كسوة إلى أن الاستقرار الفني والمستوى التصاعدي للفريق خلال السنوات الأخيرة جعلاه حاضرًا بقوة على الساحتين المحلية والقارية، موضحا بالقول: “إذا نظرنا إلى ما حققه الفريق في السنوات الست أو السبع الماضية، سنجد أنه تطور بشكل ملحوظ، سواء من حيث نوعية اللاعبين المنتدبين أو من خلال النتائج المحققة. هذا الموسم كان استثنائيًا بجميع المقاييس، يحيث جمع الفريق 60 نقطة بمعدلات قياسية لم يسبق أن سجلها في المواسم الماضية.”
وتابع المتحدث أن “الفريق لم ينجح فقط على مستوى البطولة، بل تمكن من حصد ألقاب متعددة على مستوى كأس العرش وكأس الكونفدرالية الإفريقية، وهذا دليل على أن هناك مشروعًا متكاملاً قيد التنفيذ”، لافتا إلى أن “القرارات الاستراتيجية التي اتخذها المكتب المسير خلال السنوات الأخيرة كانت حاسمة في وصول الفريق إلى هذا المستوى.”
كما أشار المحلل الرياضي إلى أهمية الجانب المالي في نجاح أي فريق،” لتحقيق نجاح مستدام، يجب أن يكون هناك استقرار مالي وإداري. البحث عن موارد مادية ودعم مالي أمر ضروري، ولكن الأهم هو اختيار الأشخاص المناسبين الذين يتمتعون بالاحترافية، وهو الأمر الذي يميز نهضة بركان أي قدرته على تحقيق توازن بين الإمكانيات المالية والطموحات الرياضية.”
ومن حانب آخر، أكد كسوة أن التجربة الإفريقية التي راكمها الفريق خلال السنوات الماضية ستكون حاسمة في مشواره القاري، قائلاً: “نهضة بركان أصبح من الفرق التي تملك خبرة إفريقية كبيرة، في ما يتعلق بالمنافسات الخارجية. هذه التجربة ستمنحه أفضلية في المستقبل إذا قرر المنافسة على لقب دوري أبطال إفريقيا”، مشددا على أن تحقيق النجاح في إفريقيا يتطلب شخصية قوية، “ونهضة بركان أصبح فريقًا يملك هذه الشخصية.”
ويأتي هذا التتويج ليضيف بطولة جديدة إلى سجل الفريق، الذي سبق له الفوز بكأس العرش ثلاث مرات، وكأس الكونفدرالية الإفريقية مرتين، إلى جانب لقب السوبر الإفريقي.
ومع ضمان اللقب المحلي، يتحول تركيز الفريق إلى التحدي القاري المقبل، حيث يستعد لمواجهة أسيك ميموزا في ربع نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، في سعيه لمواصلة مسيرته الناجحة على الساحة الإفريقية.