story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

مهازل “الكاف” !

ص ص

الإتحاد الإفريقي لكرة القدم بعدما صام كل هذه الشهور عن البث في قضية قميص نهضة بركان، جاء الحكم أمس بتغريم النادي الجزائري مولودية العاصمة ب40 ألف دولار، في الوقت الذي يقول قانون هذه المؤسسة الكروية العجيبة أنه يجب توقيفه عن المشاركة في المسابقات القارية لمدة سنتين مع غرامة مائة ألف دولار.

هذا الحكم الهزلي ينضاف إلى سلسلة القرارات الغريبة التي تصدر عن الإتحاد الإفريقي منذ مدة طويلة، وإلى عجزها المقرف عن فرض سلطتها على الإتحادات القارية في العديد من القضايا والملفات التي تشهد تجاوزات صارخة، وعند تنظيم مسابقات الأندية والمنتخبات، بشكل أصبح فيها الأمر يتطلب تغييرا جذريا في هياكلها وقوانينها وطرق تدبيرها من الأساس.

انطلق هذا “الهبال” منذ أن غض الإتحاد الإفريقي الطرف عن حقارة حفيد نيلسون مانديلا وهو يأخذ مكبر الصوت ليسيس حفل افتتاح كأس إفريقيا للمحليين بالجزائر، ويطلق جملا معادية للوحدة الترابية للمغرب في حضور موتسيبي وإنفانتينو دون أن يحرك أحد شفتاه ولو غير بعملية “تجباذ الوذنين” تستعيد بعضا من سلطتها المفقودة.

وعندما رفضت السلطات الجزائرية الترخيص لطائرة المنتخب المغربي المحلي النزول في مطار عاصمتها، وعندما وضعت مؤخرا ناديين مغربيين هما الجيش الملكي والرجاء البيضاوي في نفس المجموعة برسم كأس عصبة الأبطال الإفريقية، في سابقة لم تشهدها أي قارة من قارات العالمين، وقس على ذلك من القرارات الإرتجالية الرعناء، مثل محاولة تنظيم “الشان” والتخبط في التنظيم من عدمه. ومهزلة الجوائز السنوية لأحسن اللاعبين الأفارقة.

وسط هذه المهازل التي لا تنتهي في “الكاف”، تشهد دواليبها حاليا الكثير من صراع الأجنحة واللوبيات والوجوه الطامعة في خلافة باتريس موتسيبي على كرسي الرئاسة، وطبعا هذه النوايا المسبقة تصاحبها الكثير من العمليات والصفقات المشبوهة التي ليست غريبة على الإتحاد الكروي الإفريقي الغارق في الفساد منذ تأسيسه، والذي تبقى آخر اهتمامات الذين ينوون الترشح حاليا لرئاسته هو تطوير كرة القدم بالقارة السمراء وإيجاد حل لمعضلاتها العويصة، وتوفير بنيات ممارسة سليمة للاعبين الأفارقة، والإستفادة من تصدير مواهبها إلى الأندية الأوربية الغنية.

وكان لابد أن تختتم مهازل “الكاف” بظهور بطل الشعبوية الإفريقية، وملك “سيدي الهضري” النجم السابق صامويل إيطو رئيس جامعة الكاميرون، الذي “رونها” في بلاده وأجهز على سمعتها الكروية بقراراته المتسلطة النابعة من شخصية مصابة بزهو النجومية المفرطة، وأراد بعدها أن “يكمل الباهية” بترشيح نفسه لرئاسة الإتحاد الإفريقي، حتى يأتي على ما تبقى من بصيص أمل في هذه القارة العجيبة.

من حسن حظ الجميع في إفريقيا أن الفيفا أوقفته ست مباريات بسبب سلوكاته الطائشة خلال مباراة الكاميرون والبرازيل سيدات، و”هنات السوق” من شخص إذا ما تولى زمام الرئاسة في الكاف، قد يجمع لكرة القدم الإفريقية “حبل وبونت” ويطلق عليها رصاصة الرحمة.