منع مصر لمسيرة غزة.. متضامن مغربي: تعرضنا لإهانات

بعد منع المسيرة العالمية إلى غزة من قبل السلطات المصرية، قرر المتضامون على مستوى قافلة الصمود المغاربية بدورهم التراجع عن إكمال المسير، والعودة أدراجهم من مدينة سرت الليبية التي تم توقيفهم على مشارفها، منذ الخميس 12 يونيو 2025، من قبل سلطات شرق ليبيا.
وأعلنت تنسيقية العمل المشترك لأجل فلسطين، يوم الإثنين 16 يونيو 2025، أنها قررت التراجع عن إكمال مسيرة قافلة الصمود بعد إصرار قوات شرق ليبيا على منع القافلة من عبور سرت بسبب تعذر الحصول على الموافقة الأمنية لعبور الأراضي الليبية من سلطات بنغازي.
وفي الجانب المصري، توقفت المسيرة العالمية إلى غزة التي انطلقت من العاصمة المصرية القاهرة على مشارف مدينة الإسماعيلية حيث أقدمت قوات الأمن على محاصرة المتضامنين الذين توافدوا من جنسيات مختلف بينهم مغاربة وأتراك وأوربيون وجنسيات عربية مختلفة.
وتعرض المتضامنون منذ مساء الجمعة 13 يونيو 2025، لاعتداءات عنيفة من قبل عدد من المواطنين المصريين، الذين وصفوهم بـ”البلطجية”، إذ أظهرت مقاطع فيديو تعرض المشاركين في المسيرة للضرب، وتوجيه اللكمات والركل، ومحاولات متكررة لإزعاجهم من أجل دفعهم للتراجع والعودة إلى مطار القاهرة الدولي.
وأفادت إحدى الناشطات من مكان اعتصام التضامنين، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، بأن السلطات أرغمتهم على ركوب الحافلات وإعادتهم قصراً، بعدما أحضرت مجموعة ممن وصفتهم بـ”المجرمين” لتعنيف النشطاء.
وقبل تحرك مسيرة المتضامنين الذين تمكنوا من تجاوز التحقيقات الأمنية في مطار القاهرة الدولي، شهد هذا الأخير منذ يوم الأربعاء 11 يونيو 2025، توتراً تواصل لأكثر من ثلاثة أيام على خلفية ترحيل السلطات المصرية لمئات المتظاهرين الذين توافدوا من دول مختلفة، فضلاً عن احتجاز عدد منهم.
في هذا الصدد، حكى صهيب، الذي طلب عدم ذكر اسمه العائلي، وهو واحد من المتضامنين المغاربة الذين تم ترحيلهم من المطار، عن ظروف توقيفهم في هذا الأخير والتحقيق معهم قبل إعادتهم على متن نفس الطائرة التي سافروا بها إلى مصر.
وقال صهيب، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إنه تمّت مصادرة جوازات سفر المتضامنين عند دخولهم إلى الأراضي المصرية، قبل “استجاوبهم بطريقة فظّة، ومعاملتهم بأسلوب غير لائق”.
وذكر أنه عندما جاء دوره للاستجواب أدخلوه إلى غرفة بها ضابطان، قال إن أحدهما لم يكن يرتدي زي الشرطة، ما قد يشير إلى عمله في المخابرات. وأشار إلى أنه وجه إليه أسئلة بشأن المسيرة العالمية زمان ومكان انطلاقها.
وأشار المتحدث إلى أن الوفد المغربي تعرض لإهانات أثناء توقيفه والتحقيق مع أفراده. كما تحدث عن لحظة طردهم بحيث عرضت عليهم السلطات “الذهاب في نفس الطائرة التي أتوا على متنها”. وقالت: “ليس لديكم أي حل ثالث. إما العودة على متن هذه الطائرة، أو المبيت في الحجز حتى موعد طائرة الغد”.
وأضاف صهيب: لقد كان يصرخ بصوت عال جداً، وعندما سألناهم عن سبب ترحيلنا رغم حصولنا على تأشيرة دخول، قالوا: هذه حدود مصر، وهذا شأن داخلي، ليس من شأنكم”، مشيراً إلى أنهم رفضوا تقديم أي تفسير واضح.
وقال: “لقد حمل تعاملهم الكثير من التعنت، والصراخ، والإهانة”، مشيراً إلى أنه كان وضعاً “محزناً بحق، خصوصاً وأننا نحمل تأشيرات دخول رسمية”.