منصة وطنية جديدة تتيح متابعة أثر التبرعات في تطوير التعليم الأولي بالمغرب
أطلقت المؤسسة المغربية للتعليم الأولي (FMPS) يوم الأربعاء 03 دجنبر بنك مشاريع وطني يهدف إلى تجميع مساهمات المؤسسات العمومية والخاصة، والمنظمات الدولية، والمواطنين في مشاريع التعليم الأولي، وذلك من خلال توفير منصة رقمية تُمكن من الاطلاع على المشاريع المؤهلة، توجيه التبرعات، ومتابعة أثرها على أرض الواقع.
ويسعى بنك المشاريع إلى توفير آلية ملموسة لتوجيه المبادرات الاجتماعية نحو أولويات محددة، من بينها تجهيز الوحدات التربوية، دعم الأنشطة البيداغوجية، تطوير الموارد الرقمية، وتجويد بيئة التعلم داخل الأقسام، كما تُحدَّد معايير هذه المشاريع وفق معايير تأخذ بعين الاعتبار حاجيات المناطق القروية وشبه الحضرية، ومؤشرات الهشاشة، ونسبة الولوج إلى التعليم الأولي.
كما يتيح البنك للمتبرعين اختيار نوع المساهمة التي يرغبون في تقديمها، سواء كانت تبرعًا حرًا أو رعاية لوحدة تعليمية كاملة لمدة سنة، وتوفر هذه الصيغة الأخيرة إمكانية متابعة تطور الوحدة التربوية، والاطلاع على تقارير دورية حول تقدّم الأطفال وجودة الأنشطة المقدمة لهم، وهي الآلية التي تهدف، بحسب المؤسسة، إلى تعزيز الثقة بين الجهات الداعمة والمستفيدين عبر نظام متابعة شفاف ومفتوح.
وتوفر المنصة للمتبرعين خيار تحديد العملة التي يرغبون في استعمالها أثناء عملية المساهمة، سواء بالدرهم أو الدولار أو الأورو، كما تتيح تحديد مدة الرعاية وعدد الأقسام التي يرغب المتبرع في دعمها، مع الإشارة إلى أن تكلفة رعاية كل قسم تبلغ 5000 درهم، هذا وتستفيد التبرعات المقدمة للجمعيات المعترف بها ذات النفع العام من خصم ضريبي وفق المادة 10-ب-2 من القانون العام للضرائب.
ويمكن للمتبرع أيضًا اختيار طبيعة المجال الذي يرغب في دعمه، قبل الانتقال إلى تحديد المشروع بعينه، وتشمل المجالات المعروضة مثلا الصحة البدنية ورفاهية الطفل، وتربية الطفل/ البيداغوجيا، وبيئة الفصل الدراسي، إضافة إلى البحث والابتكار التربوي، ويضم كل مجال مجموعة من المشاريع المحددة، فعلى سبيل المثال يضم محور البيداغوجيا مشاريع مثل: مكتبتي، الحاسوب اللوحي المدرسي، والروبوت التربوي.
أما في ما يتعلق بمحور بيئة الفصل الدراسي، فتتضمن قائمة المشاريع تحديث تجهيزات قاعات التعليم الأولي، تركيب أجهزة التدفئة، تركيب خزانات مياه صالحة للشرب، والألواح الشمسية.
وبخصوص محور البحث والابتكار التربوي، تشمل المشاريع: كتاب صوتي باللغة العربية، دعم أنشطة مركز البحث، ونشر القصص، كما تتيح المنصة تحديد موقع المشروع المراد دعمه بدقة، سواء على مستوى الجهة أو الإقليم أو الجماعة أو حتى الدوار، لضمان وصول الدعم إلى المنطقة التي يختارها المتبرع بنفسه.
وترتكز أهداف المؤسسة على توفير تعليم أولي عالي الجودة، مبتكر ومتاح للجميع، وتطوير قاعات دراسية آمنة وعصرية، إلى جانب تعزيز الولوج إلى خدمات الصحة الوقائية والرعاية الأساسية، كما تسعى إلى تكوين المربين ومسؤولي التعليم الأولي، وخلق فرص أفضل للتعلم والعمل، خاصة في المناطق القروية والمعزولة.
وتؤكد المؤسسة المغربية للتعليم الأولي حرصها على الصرامة والشفافية في تدبير التبرعات، حيث يتم إخضاع حساباتها لافتحاص سنوي وفق المعايير المعمول بها، وتعرض نتائجه على مجلس الإدارة، كما يمكن لكل متبرع، في حال رغبته، الاطلاع على تتبع المشروع الذي يدعمه.
وتقدم المؤسسة أيضاً برامج تشجيعية خاصة للرعاة والمساهمين الكبار، حيث يحصلون على مجموعة من الامتيازات حسب مستوى دعمهم المالي أو العيني، ضمن فئات مختلفة، بحيث تشمل هذه الامتيازات توقيع اتفاقيات شراكة، الظهور الإعلامي، عرض الشعار على موقع المؤسسة، والمشاركة في فعالياتها.