story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

منتخبات سنية من أوربا!

ص ص

قد نستعين بكل أساليب المديح والإطراء على ما يتحقق من تحولات توصف ب”الإيجابية” في كرة القدم الوطنية منذ عقد من الزمن، وقد نستخرج كل بنادير الإشادة وطبول الثناء على من يقود جامعتها الملكية بسبب المكانة التي أصبح يحتلها المغرب في مراكز القرار الكروي في الإتحاد الإفريقي والإتحاد الدولي، وقد لا ننتهي من التبجح بكوننا رابعي العالم بعد إنجاز مونديال قطر وأننا اقتربنا من المنتخبات العشر الأوائل عالميا حسب تصنيف الفيفا، وأننا حققنا قفزة في بناء الملاعب والبنية التحتية و..و…

لكن هذه “الكاسيطة” كلها لا تعني شيئا  عندما نعرف أن الجامعة الملكية المغربية قبل أيام قد وجهت دعوة ل28 لاعبا مزدادين وناشئين في أوربا لتشكيل المنتخب الوطني لأقل من 15 سنة، وخلو لائحة هذه الفئة من أي لاعب ممارس في الأندية الوطنية!

ماذا يعني إذن أن نترك كل هذا الجيش العرمرم من المواهب الكروية المنتشرة في أندية ومدن وبوادي المغرب، ونولي وجوهنا شطر الأكاديميات الأوربية لنستقطب منها منتخبا وطنيا “بكمالو” لأقل من 15 سنة  ؟!

يعني أنه منذ بداية الحديث عن إعادة هيكلة كرة القدم الوطنية قبل عشر سنوات في عهد فوزي لقجع (دون الحديث عن سنوات علي الفاسي الفهري)، لم تستطع الجامعة ولا إدارتها التقنية الوطنية ولا الأندية التي توصف بالمحترفة ولا ملايير أموال الدعم المقتطعة من المال العمومي وجيوب المغاربة، لم تستطع تكوين فريق وطني من الأطفال الممارسين في المغرب، ولم يكن بمقدور كل هذه “الهيلالة” إنتاج لاعب واحد بمواصفات عالمية، واستعاض مسؤولونا بأطفال مغاربة العالم لتزويق واجهة واقع كروي فاسد وعاجز وكسول.

منذ سنوات تم التطبيع مع ملء المنتخب الأول باللاعبين المغاربة المزدادين والناشئين بأوربا، تحت مبرر أنهم أبناء هذا الوطن ومن حقهم أن يحملوا قميص منتخب بلادهم وأجدادهم، حتى أننا لم نعد نجد حتى لاعبا واحدا في كرسي الإحتياط قادما من البطولة الوطنية الرديئة المستوى، وقلنا “ما كاين باس” مادام سيتم الإشتغال على سياسة تكوين فعالة داخل المغرب وستثمر مستقبلا لتصنع تنافسا مشروعا بين أبناء الداخل والخارج وتكون تلك إضافة نوعية في صالح المنتخب الوطني، لكن مع مرور الوقت بدأ اكتساح أبناء الجالية يغطي حتى المنتخبات الوطنية في الفئات الصغرى ذكورا وإناثا، ونشط وكلاء الجامعة في أوربا في استقطاب أطفال لم يتعدى عمرهم 10 سنوات، وهي سابقة لم تحدث مطلقا في المنتخبات الصغرى لأي بلد في العالم، وتؤكد فشل منظومة كروية بكامل مؤسساتها.

الحقيقة التي يعرفها الجميع هي أن أي نهضة كروية إن لم تتأسس على سياسة تكوين فعالة، تنتج لك لاعبين من مستوى عالي يمثلون بلادهم في المنتخبات الوطنية، وعلى تسويق المنتوج الكروي المحلي حتى يصبح قطاعا منتجا، فتبقى مجرد “بروباغندا” للإلهاء عن القضايا الأساسية للمواطن وهدرا للمال العام والوقت والجهد.