منتخب بلا عواطف !
اقتراب موعد تجمع المنتخب الوطني المغربي الأول لكرة القدم المحدد في بداية شهر شتنبر المقبل، ومباراتي الغابون والليسوطو في إطار إقصائيات كأس إفريقيا للأمم 2025 التي سيحتضنها المغرب، أعاد من جديد تساؤلات الجمهور الرياضي حول الأسماء التي سيعتمد عليها الناخب الوطني وليد الرݣراݣي خلال المرحلة المقبلة، والتغييرات المرتقب حدوثها على مستوى اللائحة المستدعاة.
مشاركة المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة في أولمبياد باريس، والمباريات الكبيرة التي لعبها هناك والتي مكنته من الحصول على الميدالية البرونزية، وما صاحب ذلك من تألق للعديد من العناصر الأولمبية، سيزيد من الضغوطات على وليد الرݣراݣي من أجل منح الثقة للوجوه الصغيرة التي أظهرت إمكانيات هائلة أثارت إعجاب العالم، والإعتماد عليهم كأساسيين في المناسبات المقبلة.
المطلب الآن أصبح واضحا من الناخب الوطني، بعد الذي جرى منذ العودة بإقصاء مذل من نهائيات كأس إفريقيا بالكوت ديفوار، وبعد الشكوك الكبيرة في قدرة بعض العناصر التي ساهمت في إنجاز مونديال قطر على الإستمرار في إفادتها للفريق الوطني، خصوصا بعد تراجع مستواها بفعل عامل السن، أو فقدان التنافسية، والكل أصبح يرى ضرورة القيام بقرارات شجاعة، تزرع دماءً جديدة في المنتخب الأول وإعداد تشكيلة قادرة على منح المغرب لقبا قاريا ثانيا.
منطق كرة القدم بدأ يفرض على وليد الرݣراݣي أن يتخلى قليلا عن علاقته “العاطفية” مع اللاعبين الذين كان لهم الفضل في إدخاله للتاريخ الكروي المغربي والإفريقي، وعليه أن يترك كل الإعتبارات البعيدة عن كل ما هو تقني، ويلغي فكرة “المكانة المضمونة” من رؤوس من يعتبرون أنفسهم رسميين أبديين داخل التشكيلة، ويضعهم في كراسي الإحتياط او خارج اللائحة إذا كان لديه من هم أفضل منهم.
الجمهور المغربي لم تعد تقنعه أية أعذار أو أسباب فيما يتعلق بالإختيارات التقنية، سواء على مستوى العناصر الجاهزة، أو على مستوى طريقة اللعب، فما شاهدناه في الألعاب الأولمبية من “كوايرية” حقيقيين نتوفر عليهم، أو من طريقة هجومية ممتعة تبرز الجينات الكروية المغربية القديمة التي تجيد اللعب الإحتفالي الممزوج بالفعالية، كل هذا يقول لوليد الرݣراݣي، كفى من اللعب المغلق والإحتراس من الخصم ومن إرغام لاعبين مبدعين على اللعب ضد طبيعتهم المهارية، فلدينا كل المقومات كي نشكل منتخبا أولا قويا فرديا وجماعيا، قادرا على حصد الأخضر واليابس في إفريقيا، والسيطرة على ألقابها على الأقل خلال العقد المقبل.