مناهضو التطبيع يحذرون من “التغول” الإسرائيلي في القطاع الصحي بالمغرب
أصدر “حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS” والتنسيقية المغربية “أطباء من أجل فلسطين”، تحذيرات مما وصفته بـ”التغول الإسرائيلي في الميدان الصحي بالمغرب”، مطالبة شركات الأدوية المغربية بوقف التعاون مع نظيرتها الإسرائيلية، وداعية المواطنين المغاربة للتخلي عن الأدوية الإسرائيلية والتي قالت إن لها بدائل محلية.
وقالت الحركة والتنسيقية في بلاغهما إنه في الوقت الذي يمعن الجيش الإسرائيلي في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك العدوان الحالي على رفح، ويتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة في القطاع ويحرم الغزيين من أبسط الأدوية اللازمة للاستشفاء والعلاج، فإن الأبواب في المقابل مفتوحة على مصراعيها للشراكات مع شركات الأدوية الإسرائيلية في الأسواق المغربية.
وعلى رأس هذه الشراكات صفقة توزيع تجمع شركة “تيفا” الإسرائيلية بالشركة المغربية “كوبر فارما” منذ دجنبر 2021، كما ورد في حوار نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” مع الرئيس التنفيذي والمدير العام لشركة “كوبر فارما” في مقال عنونته بـ”كوبر فارما تتطلع للتعاون مع إسرائيل في مجال الصحة”.
ويفيد المقال نفسه والذي أوردت الصحيفة أنها أنجزته بإيحاء من شركة “كوبر فارما” المغربية، أن هذه الأخيرة وعلى لسان رئيسها التنفيذي تتطلع إلى المزيد من التعاون مع الشركات الإسرائيلية للمشاركة في تطوير منتجات التكنولوجيا الحيوية المبتكرة للتشخيص والعلاجات، ويضيف أن شركة “كوبر فارما” تتمتع بمكانة جيدة في السوق الإفريقي، وهي أفضل شريك للشركات الإسرائيلية التي تتطلع إلى استكشاف تلك الفرص.
ويقول مناهضو التطبيع المغاربة إن شركة “تيفا” شركة عملاقة على المستوى العالمي، متخصصة في إنتاج الأدوية الجنيسة ومكانتها في الاقتصاد الإسرائيلي كبيرة، حيث تعم من أكبر الشركات المدرجة في البورصة الإسرائيلية وتضخ أموالا كبيرة في الميزانية العامة وتساهم هكذا بشكل مهم في تمويل الآلة العسكرية الإسرائيلية.
وندد مناهضو التطبيع بفتح أبواب أسواق المغرب على مصراعيها في كثير من المجالات ومن بينها المجال الصحي لإسرائيل، مطالبين شركة “كوبر فارما” بوضع حد لاتفاقياتها مع شركة “تيفا” الإسرائيلية ومع غيرها من المؤسسات الإسرائيلية.
كما وجهت الهيئتين مطالب للمغاربة، من أجل مقاطعة الأدوية ذات الصلة بالشركات الإسرائيلية وتكثيف الضغط على الشركات المغربية المتواطئة من أجل قطع كافة العلاقات بها، مذكرين بأن الأدوية ذات الصلة بالشركات الإسرائيلية لها بدائل يكفي لمعرفتها واستعمالها استشارة الطبيب والصيدلاني.
يشار إلى أنه للشهر الثامن من العدوان الإسرائيلي، تستمر حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة، والتي دمرت بشكل ممنهج كافة مقومات الحياة على رأسها القطاع الصحي عبر استهداف الأطباء والممرضين والمسعفين وسائر مهنيي الصحة، وكذا تدمير المنشآت الصحية والمستشفيات واستخدامها كثكنات عسكرية وإحراق محتوياتها من أدوية ومستلزمات طبية.
ودمر الجيش 32 مستشفى و53 مركز رعاية بات خارج الخدمة، وعمد إلى اختطاف الكوادر الصحية وتعذيبها واغتيالها في سجونه، حيث استشهد حتى الآن أزيد من 500 إطار صحي، و67 عاملا في الدفاع المدني، علاوة على اقتياد 310 عاملا في قطاع الصحة إلى وجهة غير معلومة