من المغرب وبريطانيا.. حكواتيون يروون التاريخ المشترك للمملكتين
اِلتألم مساء أمس السبت 27 أبريل 2024، بالمركز الثقافي نجوم جامع الفنا بالمدينة الحمراء، حكواتيون مغاربة وبريطانيون في إطار العرض الفني “من مراكش إلى مانشستر: حكايات تجار”، من أجل تسليط الضوء على التاريخ المشترك والتأثيرات المتبادلة بين المملكتين من خلال حكايات عن التجار والتجارة والتبادلات الثقافية.
وتندرج هذه التظاهرة الفنية، التي نظمها اتحاد الحكواتيين للإبداع الثقافي وفن الحكاية، في إطار احتفالية “مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024″، المنظمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إإيسيسكو) والمجلس الجماعي لمراكش.
وخلال هذا العرض الفني غاص الحكواتيون من المغرب وبريطانيا، بالجمهور في التاريخ المشترك للمملكة المغربية والمملكة المتحدة، عبر حكايات عن التجار والتجارة، تعود إلى زمن السلطان أحمد المنصور الذهبي والملكة إليزابيث الأولى، حيث خاضت بالحضور في سير التجار الذين عبروا الحدود وتبادلوا البضائع وعقدوا الصفقات، لتشكل بذلك هذه التظاهرة، منارة للدبلوماسية الثقافية والثراء التاريخي، كون هذه الحكايات، كشفت عن شبكة من العلاقات والمبادلات التي شكلت نسيج كلا المجتمعين.
وشكلت حكايات التجار، التي جمعت بين حكواتيين وفنانين من آفاق مختلفة، مثل زهير الخزناوي، وجون رو، وهناء القرشي، وسف تاونسند، ودانييل اليستار، وكريم العلمي، فرصة لإرساء تعاون مستقبلي في مجال الإبداع بين المغرب والمملكة المتحدة، فضلا عن فتحها لفصل جديد في التعاون الثقافي والتبادل الفني بين البلدين.
وقال زهير الخزناوي، رئيس اتحاد الحكاواتيين للإبداع الثقافي وفن الحكاية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “اليوم نحتفي ببرج الحكاية الثاني، تحت تيمة (من مراكش إلى مانشستر : حكايات التجار)، والتي تتميز بطابع خاص يتجلى في إبراز العلاقة بين المملكة المغربية و المملكة المتحدة، والتي توطدت بين الملكة اليزابيت الأولى والسلطان المغربي أحمد المنصور الذهبي”.
وأبرز أن هذا الحدث الفني شارك فيه عدد من الحكاواتيين من بريطانيا ومن المغرب، لهم إلمام بالموضوع فنيا و تاريخيا، حيث يتم الاشتغال حول هذه العلاقة التاريخية بين البلدين اللذين يزخر كلاهما بروائع تراثية تاريخية، مشيرا إلى أن ” اختيار مانشستر نابع من كون المدينة تربطها بمراكش ولازالت علاقة تجارية كبيرة، حيث دأب العديد من التجار من كلا المدينتين منذ عدة قرون على القيام برحلات تجارية”.
من جانبه، عبر الحكاواتي البريطاني سيف تاونسند، عن سعادته بالتواجد بمراكش والمشاركة في هذا الحفل المقام ضمن احتفالية اختيار مراكش عاصمة للثقافة بالعالم الاسلامي، مشيرا أنه حدث فني يجسد الروابط المتينة التي تجمع بين المغرب وبريطانيا، ويسلط الضوء على التداخل والتعايش المشترك بين البلدين منذ قرون.
وأبرز تاونسند، أن حكايته مستقاة، من قصة فتاة من مراكش اسمها “مريم” قدمت إلى بريطانيا قبل نحو 500 سنة، وحققت نجاحا هناك بعد أن كان يصعب عليها الاندماج في بداية الأمر، لكن ظلت دائما مرتبطة بوطنها الأم رغم طول مقامها، مجسدة بذلك قيم التعايش التي تجمع بين شعبي البلدين.
تجدر الاشارة، إلى أن هذه التظاهرة تندرج ضمن فعاليات “حكايات عبر الحدود”، وهي سلسلة من الأحداث القصصية التي تقام على مدار العام في مراكش، بالموازاة مع احتفالية “مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024”.
وتستضيف المدينة الحمراء، في كل شهر، الحكواتيين المشهورين عالميا والمنحدرين من سائر أنحاء المعمور. ويهدف هؤلاء الحكواتيين إلى استكشاف التقاليد الغنية لفن الحكي في إفريقيا، والمغرب على وجه الخصوص، وتقاسم حكايات ثقافاتهم الخاصة.
وتهدف مبادرة “حكايات عبر الحدود” إلى جعل مراكش عاصمة عالمية ومركزا لفن الحكي، وإحياء هذا الفن الذي يعتبر تراثا غير مادي وجعله في متناول الجميع، والنهوض بالحكواتيين المغاربة على المستوى الدولي وربطهم بشبكة دولية واسعة.