مغرب عربي بدون المغرب.. الجزائر تقترح “صيغة جديدة” وتعلن عن اجتماع قريب للقادة
تبدو الجزائر ماضية في سعيها نحو بناء تنسيق مغاربي جديد، بديلا عن اتحاد المغرب العربي، بما يستثني المغرب، ويسعى لضم موريتانيا لصفوفه.
وقال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، في ندوة صحافية له عقدها أمس الأربعاء 26 مارس 2024، إن الرئيس عبد المجيد تبون “اقترح صيغة” لم يكشف عن تفاصيلها، وأضاف أنه عرضها على القادة المغاربيين في الجولات الأخيرة التي قادته نحو موريتانيا وتونس وليبيا.
وأضاف عطاف أنه كان هناك لقاء أول بين القادة المغاربيين على هامس مؤتمر الغاز الذي احتضنته الجزائر بداية شهر مارس الجاري، معلنا عن اجتماع آخر، قال إنه قد تمت برمجته في أجل قريب جدا، وسيكون على مستوى القادة.
خطوة جزائرية
ووضعت الجارة الشرقة الجزائر اول خطوة في سعيها نحو بناء تنسيق مغاربي جديد يستثني المغرب مع مطلع شهر مارس الجاري، عندما أعلن رؤساء دول الجزائر وتونس وليبيا، الأحد 03 مارس 2024، عن عقد لقاء دوري يجمعهم كل 3 أشهر، للتباحث في مسائل التكامل الاقتصادي دون أن يشمل هذا التكتل المغاربي؛ لا المغرب ولاموريتانيا.
وجاء هذا الإعلان، على لسان الرئاسة الجزائرية، عقب مشاركة الرئيس التونسي قيس سعيد في منتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر، والتي قالت إن هذا التكتل المغاربي، يهدف أيضا إلى مناقشة “التحديات التي تواجهها الدول التي يشملها التكتل، في ظل أوضاع إقليمية مضطربة”.
موريتانيا تمانع
في مقابل الحماس الجزائري نحو بناء تكتل مغاربي يستثني المغرب، نقلت وسائل إعلام موريتانية عن مصدر حكومي جزائري رفض موريتانيا المشاركة في آلية التنسيق المغاربية، مبرزة أنه “كان لافتا إبعاد موريتانيا التى كان رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني بالجزائر حيث شارك فى جلسة افتتاح قمة منتدى الدول المصدرة للغاز ثم غادر قبل اختتام القمة”.
وكان تبون قد مهد لشكل جديد من التعاون مع تونس وليبيا وموريتانيا، الشهر الماضي، عندما أوفد وزير خارجيته أحمد عطاف إلى المنطقة المغاربية في جولة شملت تونس وطرابلس ونواكشوط، كما عاد تبون للاتصال بالرئيس الموريتاني أمس الثلاثاء، لإطلاعه على نتائج اللقاء المغاربي الثلاثي الذي جمع رؤساء كل من الجزائر، وتونس، وليبيا، في الجزائر.
خطوة غير عقلانية
انتقد المؤرخ تونسي عبد اللطيف الحناشي ما وصفه بإقصاء وعزل المغرب وموريتانيا من لقاء التنسيق المغاربي الذي عقده مؤخرا رؤساء تونس والجزائر وليبيا على هامش قمة الدول المصدرة للغاز في الجزائر، محذرا من نسف اتحاد المغرب العربي.
وقال الحناشي، في حديثه إلى “صوت المغرب”، إن تحالف ثلاثة دول مغاربية بشكل يستثني المغرب وموريتانيا هو نسف لاتحاد المغرب العربي، في خطوة يراها “غير مقبولة وغير عقلانية ولا تنتمي إلى تاريخ المنطقة المغاربية وراهنها”، وتمثل حسب قوله تراجعا على الأسس التي بني عليها الاتحاد المغاربي.
الخطوة الأخيرة، يقول الحناشي إن خطورتها تكمن في إمكانية إدخالها للمنطقة في واقع جديد، يقول إنها في غنى عنه، مؤكدا على أن الخلافات التي تعيشها الدول المغاربية، كان من الممكن حلها بالرجوع للاتفاقات السابقة، وعلى رأسها اتفاق مراكش سنة 1989، وهي اتفاقات يقول إنها “قادرة على المساعدة في حل المشاكل الاقتصادية والسياسية للمنطقة”.