معاتباً قادة الأمة ونخبها.. أبوعبيدة: دماء الأطفال في رقابكم وأنتم خصومنا أمام الله

وجه أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية – حماس عتاباً لقادة ومسؤولي الأمة العربية والإسلامية، قائلاً إن “رقاب قادة الأمة الإسلامية والعربية، ونخبها وعلمائها مثقلة بدماء عشرات آلاف الأبرياء ممن خُذلوا بصمتهم”.
وقال أبو عبيدة، في كلمة مصورة بثها الإعلام العسكري للقسام، يوم الجمعة 18 يوليوز 2025، “يا قادة هذه الأمة الإسلامية والعربية، ويا نُخبها وأحزابها الكبيرة، ويا علماءها، أنتم خصومُنا أمام الله عز وجل، أنتم خصومُ كل طفل يتيم، وكل ثكلى، وكل نازح ومشرّد ومكلوم وجريح ومجوَّع، إن رقابكم مثقلة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء الذين خُذِلوا بصمتكم”.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي “لم يكن ليرتكب الإبادة إلا وقد أمن العقوبة، وضَمِن الصمت، واشترى الخذلان”، مشدداً على أنه لا يُعفي أحد من مسؤولية الدم النازف، كما لا يستثنى أحد ممن يملك التحرك، كلٌّ بحسب قدرته وتأثيره.
وتساءل “أما تستطيع أمة كبيرة، عظيمة، مجيدة، أن تُدخل طعامًا وماءً ودواءً للمُجوَّعين والمُحاصَرين في شعب غزة، وأن توقف شلال دمائهم الذي يُهدر إرهابًا لأمتنا وطمعًا في كسرها، من أجل إقامة إمبراطورية صهيونية على أرض العروبة والإسلام، عاصمتها قبلتكم الأولى ومسرى نبيكم صلى الله عليه وسلم، أو ربما أنقاضه؟”. واسترسل قائلاً: “لا نامت أعين الجبناء”.
وفي مقابل هذا العتاب، أشاد أبو عبيدة بمواقف الشعب اليمني وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، قائلاً: “إخوان الصدق أنصار الله فرضوا على العدو جبهة فاعلة أقامت الحجة الدامغة على القاعدين والخانعين”. وقال: “نتوجه بالتحية لشعبنا العزيز المبارك في يمن الحكمة والإيمان، ولقواته المسلحة، ولإخوان الصدق أنصار الله الذين أذهلوا العالم بثباتهم وصدق مواقفهم مع فلسطين وغزة”.
كما وجه “التحية لكل أحرار العالم الذين يحاولون التضامن وكسر الحصار ورفع الظلم” عن الشعب الفلسطيني بكل السبل “متجاهلين المخاطر والخذلان ومحاولات التشويه من منافقي الأمة، الذين يحسبون كل صيحة عليهم”.
وقال أبو عبيدة إن 4 أشهر مضت على استئناف الاحتلال عدوانه بعد أن “نقض العهود وانقلب على الاتفاق المبرم مع المقاومة”، مشيراً إلى أن المقاومة أوقعت في هذه الفترة “مئات الجنود قتلى وجرحى، وآلاف المصابين بأمراض نفسية وصدمات”.
وأضاف أن المقاومة ومجاهدي القسام “يفاجئون العدو بتكتيكات وأساليب جديدة”، بعد استخلاصهم العبر من أطول مواجهة في تاريخ الشعب الفلسطيني، كاشفًا محاولات متكررة في الأسابيع الأخيرة لتنفيذ عمليات أسر جنود الاحتلال.
وتعتمد قيادة القسام، بحسب أبو عبيدة، في هذه المرحلة على استراتيجية تقوم على “إيقاع مقتلة بالعدو، وتنفيذ عمليات نوعية، والسعي لأسر جنوده”. وأبرز أن “مقاومة غزة هي أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر”.
وحذر من أن استمرار حكومة الاحتلال في حرب الإبادة يعني “استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط”، لافتاً إلى أن العدو يتلقى دعماً غير محدود من “أقوى القوى الظالمة في العالم”، بينما “أنظمة وقوى أمتنا تتفرج على أشقائها يقتلون ويجوعون ويمنعون من الماء والدواء”.
أما بخصوص المفاوضات، فقد أكد أبو عبيدة دعم المقاومة الكامل للوفد التفاوضي. وكشف أنها عرضت “مرارا خلال الأشهر الأخيرة عقد صفقة شاملة” تسلم فيها كل أسرى العدو دفعة واحدة لكن “مجرم الحرب نتنياهو ووزراءه رفضوا العرض، حيث هيّأوا الجمهور في الكيان لتقبل فكرة مقتلهم جميعا”.
وقال إن المقاومة تراقب ما يجري من مفاوضات وتأمل أن تسفر عن صفقة تضمن وقف حرب الإبادة وانسحاب الاحتلال وإغاثة أهل غزة، ولكن “إذا تعنت العدو بجولة المفاوضات فلن تضمن العودة مجددا لصيغة الصفقات الجزئية ولا لمقترح الأسرى الـ10”.