مع انطلاق صرف الدعم.. مربو الماشية يشتكون غلاء الأعلاف
يشتكي مربو الماشية بالمغرب من “ارتفاع مهول في أسعار الأعلاف”، وذلك بالتزامن مع بدء وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات صرف الدعم المخصص لهم في بداية هذا الشهر، والذي يهدف إلى دعم المربين وتحسين أوضاعهم وإعادة بناء القطيع الوطني بشكل مستدام.
وفي السياق أكد محمد ياسر عسيلي، مربي الماشية المتخصص في سلالة “الصردي” بمنطقة كيسر بإقليم سطات، على أن مربو الماشية بالمغرب يواجهون صعوبات كبيرة بعد صرف الدعم الحكومي، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل ملحوظ، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من مادة “ردة الحبوب” المعروفة ب”النخالة” إلى 135 درهم في بعض المناطق، و140 درهم في أخرى، مقارنة بـ90 درهم سابقًا.
وأشار عسيلي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، إلى أن هذا الغلاء دفع المربين إلى البحث عن أعلاف بديلة منخفضة الجودة، “ما تسبب في نفوق بعض رؤوس الماشية”، مؤكدا على ضرورة الإسراع في تحويل الدعم إلى مستحقيه لضمان تغطية احتياجاتهم خلال الأشهر المقبلة، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الأعلاف في السوق.
وأضاف أن “الجهات المختصة، سواء وزارة الفلاحة أو وزارة المالية، مطالبة بالضغط على منتجي الأعلاف لضمان استقرار الأسعار ومنع أي استغلال، بما يضمن استفادة جميع المستفيدين من الدعم بشكل عادل ومنظم”.
وفي هذا الإطار قال عسيلي، إن الوزارة بدأت في تحويل الدعم المخصص لمربي الماشية، من خلال إرساله عبر رمز محدد يتيح للمستفيدين استلام الأموال من الوكالات البنكية بعد التحقق من هويتهم الوطنية ورقم حسابهم البنكي، مؤكدا أن “الأموال وصلت بالفعل لبعض المستفيدين، خصوصًا صغار المربين، الذين يعتبرون الأكثر حاجة”.
وعلاقة بالموضوع كان أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد أفاد بـ”توصّل حوالي 352 ألف مرب للماشية بالمغرب من الدعم الحكومي الذي يهم الأعلاف المركبة، ومن الشطر الأول من الدعم المخصص للحفاظ على إناث الأغنام والماعز، ما بين 5 و10 نونبر الجاري”.
وأكد البواري خلال اجتماع لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب لمناقشة الميزانية الفرعية للوزارة برسم 2026، الثلاثاء 11 نونبر 2025، أن “قيمة ما توصّل به هؤلاء الكسابة، إلى غاية مطلع هذا الأسبوع، بلغ مليارا و450 مليون درهم، وهو المبلغ الذي كانوا يستفيدون منه خلال سنة كاملة”.
في المقابل من ذلك، لفت عسيلي إلى أن “بعض الفئات لم تتوصل بدعم، لا سيما المربون الكبار الذين تكبدوا خسائر كبيرة بسبب تراجع القطيع وإلغاء ذبح أضاحي عيد الأضحى هذا العام”، موضحا أن “التأخر في صرف الدعم أثر سلبًا على قدرتهم على شراء الأعلاف اللازمة لمواصلة الإنتاج”.
كما أشار إلى أن “عملية الإحصاء لم تشمل جميع الماشية بدقة، وتعرض بعض المستفيدين لمشاكل بسبب بيانات غير دقيقة أو خلافات شخصية مع بعض رجال السلطة المحلية، ما أدى إلى تأخير حصولهم على الدعم أو حرمانهم منه”.
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، قد قال في الندوة الصحافية للناطق الرسمي باسم الحكومة، الخميس 23 أكتوبر 2025، إن “الحكومة خصصت ميزانية غير مسبوقة بقيمة 12.8 مليار درهم لدعم مربي الماشية، يستفيد منها أساسا الفلاحون والكسابة الصغار”.
وأشار البواري إلى أن “توزيع الدعم سيتم بناء على نتائج الإحصاء الوطني للقطيع، الذي أنجز خلال الفترة الممتدة من 26 يونيو إلى 11 غشت 2025، وشمل مجموع التراب الوطني”.
وفسر وزير الفلاحة أن هذا الدعم المباشر ينقسم إلى نوعين، دعم مباشر لاقتناء الأعلاف، بالإضافة إلى منحة خاصة للحفاظ على الإناث من الأغنام والمعز.
وفيما يخص الدعم المباشر لاقتناء الأعلاف، يضيف البواري، سيصرف بشكل تنازلي حسب عدد الرؤوس المرقمة، ويتراوح كما يلي، بالنسبة للأغنام، من 150 إلى 75 درهما للرأس، وبالنسبة للماعز، من 100 إلى 50 درهما للرأس، وفيما يتعلق بالأبقار والإبل من 400 إلى 150 درهما للرأس.
إلى جانب ذلك، أشار وزير الفلاحة إلى أن قيمة المنحة الخاصة بالحفاظ على الإناث من الأغنام والمعز الموجهة للتوالد، والتي تم إحصاؤها خلال الفترة الممتدة من 26 يونيو إلى 11 غشت 2025 وتحمل الحلقة التعريفية، تبلغ 400 درهم لكل أنثى من الأغنام، و300 درهم لكل أنثى من المعز.
وفي هذا السياق، أكد المصدر نفسه، أنه سيتم صرف الدعم على دفعتين، على أن تكون الدفعة الأولى انطلاقا من بداية شهر نونبر 2025، وتشمل مجموع الدعم المخصص لاقتناء الأعلاف، إضافة إلى مبلغ 100 درهم لكل أنثى كتسبيق عن المنحة الخاصة بالحفاظ على الإناث.