مع اقتراب رمضان .. هل ستسد الخضر المتوفرة حاجيات المغاربة؟
شهدت محاصيل الطماطم مشاكل عدة ارتبطت بالتغيرات المناخية والتأثر بفيروس المعروف باسم “البني للثمار الخشنة للطماطم” (ToBRFV)، وهو ما أدى إلى تراجع كبير في محاصيل جنيها.
ومع اقتراب شهر رمضان وما يرافقه من استهلاك كبير للخضروات الأساسية كالطماطم والبطاطس، يتخوف المغاربة من نقص في إمدادات السوق الوطنية.
تعافي تدريجي
في هذا السياق يرى الخبير الفلاحي، رياض أوحتيتا، أنه على رغم من الأضرار التي أصابت محاصيل الطماطم جراء موجة البرد المبكرة، وبالأخص فيروس “ToBRFV” الذي أدى إلى إتلاف 60 بالمائة من المحاصيل، إلا أن هناك تعافي تدريجي، مبررا الأمر بتشديد التدابير الوقائية للحد من سرعة انتشار الفيروس.
وكانت أسواق المملكة قد عرفت خلال الأسبوع الجاري، انخفاضاً كبيرا في أسعار الخضر، خاصة الأساسية منها كالطماطم والبطاطس والبصل، بعد أن تراوحت أسعارها بين 10 و15 درهم خلال الأسابيع القليلة الماضية، لتصل إلى ما دون 6 دراهم في بعض الأسواق.
تراجع في العرض
في المقابل يرى أوحتيتا أنه مع حلول شهر رمضان الذي يفصلنا عنه أقل من 3 أشهر فإنه لن تكون هناك وفرة في عدد من الخضر كالبطاطس والفلفل، مرجعا السبب إلى كون معظم الخصروات الأساسية يكون موعد جنيها الوحيد في هذه الفترة من السنة، على عكس الطماطم التي يتم جنيها في فترات عديدة من السنة.
وتابع الخبير، أن هذا الأمر يضعنا أمام سيناريوهين، حيث يذهب السيناريو الأول في اتجاه احتكار بعض المنتجات من قبل بعض الجهات، إلى حين حلول شهر رمضان وهو ما سيؤثر على أسعارها في الأسواق الوطنية.
أما بخصوص السيناريو الثاني فيرجح الخبير استهلاك الغلة الآن، وهو ما سيؤدي إلى نقص كبير على مستوى هذه المواد في شهر رمضان.
وكان مصدر مطلع من أحد أسواق الجملة قد أكد في حديثه ل”صوت المغرب”، أن العديد من الشاحنة المحملة بالبطاطس باتت تصل إلى الأسواق، وهو ما خلق فائضا في هذه المادة أدى إلى تراجع أسعارها تزامنا مع رفع الرسوم الجمركية على الخضر المغربية في موريتانيا بما يتجاوز الضعف، وهو ما دفع بعض المزودين إلى تحويل شحناتهم إلى السوق الوطنية.
وأمام مشكل الجفاف الذي يعرفه المغرب في الخمس سنوات الماضية، أشار أوحتيتا إلى أن الوضع قد يعرف تغييرا حيث ستذهب التدابير التي سيتم اتخاذها في اتجاه التركيز أكثر على الخضروات الأساسية الحاضرة في أطباق المغاربة.