story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

مسيحيو غزة يصلون من أجل “وقف الحرب”

ص ص

تجمّع مئات المسيحيين في كنيسة في مدينة غزة عشية عيد الميلاد اليوم الثلاثاء 24 دجنبر 2024، في أجواء من الحزن، إذ اقتصرت الفعاليات على الصلوات والدعاء لأجل وقف الحرب المستمرة منذ نحو خمسة عشر شهرا.

وغابت كليا مظاهر البهجة وأضواء الزينة وشجرة الميلاد الضخمة التي اعتادت بلدية غزة على تزيين المدينة فيها كل عام منذ عقود.

وبدت ساحة الجندي المجهول غرب غزة التي كانت تتوسطها شجرة الميلاد الضخمة سنويا، كومة ركام محاطة بآلاف المنازل والمحال التجارية التي دمرها الجيش الإسرائيلي خلال حملته العسكرية.

وقررت كنائس غزة الثلاث وجميعها في البلدة القديمة في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة الذي أصيب بأضرار نتيجة للقصف الجوي أو المدفعي المباشر أو في محيطه، تقليص الاحتفالات لتقتصر على الصلوات.

ومنذ بداية الحرب اضطر غالبية مسيحيي غزة للجوء إلى كنيستي “القديس برفيريوس” الأرثوذكسية الشرقية و”العائلة المقدسة” الكاثوليكية للاتين.

ويقول جورج الصايغ (49 عاما) الذي نزح إلى كنيسة القديس برفيريوس العائدة إلى القرن الثاني عشر “هذا العيد مكسو بالحزن ورائحة الموت والدمار والخراب، لا أجواء ولا بهجة. لا نعرف.. من سيبقى حيا للعيد القادم”.

وأشار إلى أنه “في مثل هذا الوقت كنا نتوجه مع أطفالنا ونسائنا إلى بيت لحم.. كانت احتفالاتنا مليئة بالفرح والسعادة وفي غزة تضاء شجرة الميلاد. لن نفقد الأمل بالصلاة لأجل وقف الحرب”.

دمّرت غارة إسرائيلية جزءا من هذه الكنيسة في أكتوبر العام الماضي حيث قتل 18 فلسطينيا مسيحيا، بحسب وزارة الصحة في للقطاع.

ويقطن حوالى 1100 مسيحي غزة، عاشوا ويلات الحرب الإسرائيلية التي اندلعت في السابع من أكتوبر العام الماضي. وكان نحو سبعة آلاف مسيحي فلسطيني يعيشون في غزة قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في نهاية عام 2000، لكن غالبيتهم انتقلوا إلى الضفة الغربية أو إلى دول أوروبية خصوصا بعد سيطرة حماس على القطاع في عام 2007.

“قسوة”

قوبلت الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة والتي أسفرت إحداها عن استشهاد عدد من الأطفال بحسب الدفاع المدني في غزة، بانتقادات شديدة من البابا فرنسيس.

وقال البابا بعد صلاة التبشير الأحد “بألم أفكر في غزة، في كل هذه القسوة، في الأطفال الذين يتعرضون لإطلاق النار، في قصف المدارس والمستشفيات. يا لها من قسوة”.

وندد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بتصريحات البابا التي اعتبر أنها تنم عن “ازدواجية في المعايير”.

لكن الألم واضح في غزة. وبالنسبة لكمال جميل قيصر أنطون (75 عاما) فإن عيد الميلاد يذكره بالحزن العميق الذي يعيشه.

قال أنطون إن زوجته ناهدة وابنته سمر قتلتا بـ”رصاص قناص إسرائيلي وهما في حرم” كنيسة العائلة المقدسة في غزة في ديسمبر العام الماضي.

وأضاف “نتمنى السلام وإنهاء الحرب وأن يعيش الناس هنا بأمان”.

يعيش رامز الصوري (47 عاما) مأساة مشابهة ويقول إن عيد الميلاد يذكره بفقدان أطفاله الثلاثة في الغارة الإسرائيلية على كنيسة “القديس برفيريوس”.

ويقول “ما زلنا نعاني من القصف المباشر على أحياء غزة. لم نحتفل العام الماضي لأن الوضع سيئ، وهذا العيد الثاني. كان لدينا تطلع أن تنتهي الحرب، كل يوم نفقد أحباء لنا”.

من جانبه، أعرب جورج أنطون (50 عاما) وهو رئيس لجنة الطوارئ التابعة للكنيسة الكاثوليكية في غزة عن أمله بانتهاء الحرب قريبا.

وقال “ندعو جميع الأطراف أن تنهي الحرب لنصل لطريق السلام الحقيقي. نتمنى أن يعيش الشعبان بسلام وأمان”.