مسؤول أمريكي يحل بالجزائر وتندوف ويستعد لزيارة المغرب
يستعد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، جوشوا هاريس، لزيارة المغرب في إطار جولة بدأها من الجزائر والتقى خلالها مسؤولين بالبلاد وقيادات من البوليساريو، وذلك قبل شهر من حلول الموعد السنوي لمناقشة ملف الصحراء بمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
وأجرى المسؤول الأمريكي سلسلة لقاءات مع قيادة جبهة “البوليساريو” الانفصالية في تندوف، انتهت بلقائه مع زعيمها ابراهيم غالي، قبل أن يلتقي بالأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية لوناس مقرمان، فيما لم يحظى لقاء مع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف.
وشدد هاريس في لقاءاته مع المسؤولين بالجزائر و”البوليساريو” على “أهمية الدعم الكامل للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، بروح الواقعية والتسوية، في الوقت الذي يكثف فيه جهوده لتحقيق حل سياسي دائم وكريم لسكان الصحراء”.
انزعاج “البوليساريو” من الرسالة التي حملها هاريس، عكست تصريحات زعيمها ابراهيم غالي، والذي رد على تصريحات المسؤول الأمريكي بالقول إن “نجاح دي مستورا في مهمته يعتمد بشكل كبير على مدى دعم مجلس الأمن له، وخاصة الدول الفاعلة مثل الولايات المتحدة الأمريكية”، وتابع أن “الدخول في متاهة المصطلحات الفضفاضة من قبيل الواقعية وغيرها، لن يقود إلا إلى تعميق حالة الجمود وبالتالي تقليص فرص التوصل للحل السلمي الدائم وزيادة حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.
وعاد غالي للتأكيد على تشبثه “بتنظيم الاستفتاء”، مشيرا إلى “الدعم الحقيقي والعلمي لجهود المبعوث الشخصي يستلزم وجوبا خلق الظروف اللازمة لتمكين بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء المينورسو من تطبيق مأموريتها” وتحدث عن تمسك الجبهة “بالدفاع المستميت عنها بكل الوسائل المشروعة التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الافريقي”
من جانب آخر، ظهر البرود في التعامل الجزائري مع المبادرة الأمريكية، من خلال غياب وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف عن استقبال هاريس في وزارة الخارجية الجزائرية، كما ظهر في البلاغ الجزائري عقب الاجتماع، والذي لم يحمل أي تفاعل مع مبادرة حديث هاريس عن “الواقعية”.
جولة هاريس في المنطقة تأتي مع اقتراب نظر مجلس الأمن في التقرير السنوي حول الوضع في الصحراء المغربية، والذي يكتب بمحبرة أمريكية، وسط ترقب لزيارة منتظرة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء ستافان دي ميستورا، لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن موعدها، غير أنه بدأ الترتيب لها من إقامته في بروكسل والتواصل مع الأطراف، الجزاشر والمغرب و”البوليساريو” وموريتانيا.
أمريكا، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، والمكلفة بصياغة تقريره عن الوضع في الصحراء المغربية، دأبت على الإعداد لهذا التقرير في واشنطن، باستقبال ممثلين عن الدول المعنية بالملف، وتعد هذه هي المرأة الأولى التي تعد فيها أمريكا تقريرها بجولة ميدانية لمسؤول في خارجيتها.
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، كانت قد أعلنت خلال عهدة رئيسها السابق دونالد ترامب عن دعمه للسيادة المغربية على الصحراء، وهو إعلان أحالته ممثلتهالدى الأمم المتحدة كيلي كرافت الى مجلس الامن باللغات الرسمية للامم المتحدة وهي اللغة الإنجليزية والعربية والفرنسية والإسبانية والروسية والصينية.
ونشر الموقع الرسمي للامم المتحدة القرار الامريكي، ويقر الإعلان الصادر في 10 دجنبر بأن “إقليم الصحراء الغربية بأكمله جزء من المملكة المغربية” وأن اقتراح المغرب بشأن الحكم الذاتي هو “الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع على إقليم الصحراء الغربية “.
وخلال السنوات الأخيرة، استقبل المغرب بترحيب قرارات مجلس الامن حول الصحراء، والتي يقول أنه يرى فيها تكرسا لمكتسباته، بتأكيد لإطار المسلسل السياسي، والتمسك بصيغة “الموائد المستديرة” كإطار وحيد للنقاش بهدف التوصل إلى حل نهائي للنزاع حول الصحراء المغربية، وهي الصيغة التي تضم كلا من المغرب و”البوليساريو” وموريتانيا والجزائر، بصفتها أطراف نزاع، فيما كان وقع القرارات الأخيرة لمجلس الأمن حول الصحراء على كل من “البوليساريو” الانفصالية والجزائر مختلفا، حيث عبرت الجزائر عن رفضها للقرار الأخير فيما لم تخفي “البوليساريو” خبة أملها في تصريحات متتالية لقيادتها.
